وقال “المهنا”: من فضل الله تعالى على عباده وإحسانه إليهم أن شرع لهم من الدين ما به حسن الثواب لهم، وعظم جزائهم، وزكاء نفوسهم، وعافية أبدانهم، ألا وإن من أجل الشرائع التي فرضها العليم الحكيم على عباده فريضة الصيام، قال تعالى ذكره: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).، فهذه الآية العظيمة نداء من الرحمن لأهل الإيمان، ينبههم إلى جلالة هذه الفريضة من وجوه كثيرة منها: أن الله تعالى فرض هذه العبادة على جميع الأمم من قبلنا، وفي ذلك حض على لزومها، وتنويه بفضلها وشرفها، وإيماء إلى كثرة الخير في أدائها، وإبانة عن محبة الله لها ولأهلها، ولذلك فرضها على جميع عباده لينالوا من بركاتها وأجورها، ومن وجوه جلالة هذه الفريضة أن الله تعالى جعل التقوى علة لفرض الصيام على عباده وتقواه.