(1) وبدعوة كريمة من الأستاذ الدكتور حمد السويلم رئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي في أوائل شهر يناير لهذا العام 2023م = أواخر شهر جمادى الآخرة 1443هـ للحضور والمشاركة في ملتقى النادي التاسع الذي خصص للسيرة الذاتية واليوميات والمذكرات الذي سينعقد في الفترة من 25/1-28/1/2023م = 3/7-6/8/1444هـ واتفقنا مع الدكتور ناصر الحميدي أن نحجز رحلة جوية إلى القصيم فكانت بتاريخ الأربعاء 25/1/2023م والعودة في يوم السبت 28/1/2023م وليلة السفر تأتينا رسالة عاجلة من زميلنا الدكتور حمد السويلم بتأجيل الملتقى بتوجيه من سمو أمير المنطقة وسيؤكد علينا (لاحقاً) بالموعد الجديد. وهكذا أسقط في أيدينا وقد تم الاستعداد النفسي والمعنوي والعائلي ولكن إرادة الله فوق كل إرادة!! حينها جاءني شيطان الشعر فكتبت هذه الأبيات:
يا رحلة تأجلت..
إهداء للصديق الأستاذ الدكتور حمد السويلم
نوينــاها ارتحـــــــالاً ذات يــــــــوم
إلى (حمد) الكريم بن الكريـــــم
إلى نــــادٍ ثقـــــــافيَّ المســــــــمَّى
توشـــــح بردة الأدب الســـــــليم
حجــــزنا وانتهينا… ما علمــنا
بما قد كان في اللــوح العظيم
تجهَّـــز كل شيء.. كل شيءٍ
ولكن جيء بالخبر الجســـــيم
تأجَّـــــــــل ملتقـــانا!! يالعمـــري
ألا نرحل إلى أهل القصــيم؟!
يشــــــاء الله خــــــيراً يا بن آدم
وأنت تدور في الفهم السقيم
هي الأقدار ما شاءت ترينا
ونحن مع المشيئة في النعيم
لك الحمد الجزيــــل أيا إلهـــي
فجُد بالصَّبر.. والنفع العميم
وأرسلتها لأخي الدكتور ناصر الحميدي الذي تعامل معها واستحسنها وتحدث معي حول تأويلاتها المتعددة وأنه قد يفهم منها طلب استرجاع قيمة التذكرة الملغاة بسبب التأجيل!! فاستغربت هذا الفهم المحتمل وأرسلت له أن الثقافة مغرم لا مغنم ويعلم الله أنني ما قصدت تعويضاً وطلبت إليه ألا يرسل القصيدة ولا ينشرها على زملاء الملتقى ولا إلى المعنيِّ بها الدكتور حمد السويلم.
وبعد حين تفاعل معها الدكتور ناصر الحميدي وسجلها بصوته الجميل مع صورة تعبيرية وهو يسير على كورنيش أملج الفاتن ذات مساءٍ، وذلك على حسابه التويتري وطلبت إليه ألا يرسلها حتى لا تفسر أو تؤول بأي فهم جديد!! وها أنذا أثبتها هنا توثيقاً وتذكيراً.
وجاءت رحلة (المجمعة) في الفترة مابين 3-5/8/1444هـ = 22-24/فبراير2023م التي سأكتب عنها توثيقاً رحلياً إن شاء الله. وفي هذه الرحلة التقيت الدكتور حمد السويلم الذي أكد لنا الموعد الجديد للملتقى وهو من الأربعاء 9/8/1444هـ إلى الجمعة 11/8/1444هـ الموافق 1-3/مارس/2023م فأرسلنا إلى صديقي ناصر الحميدي أن نعيد الحجز مرة أخرى للقصيم ولكنه اعتذر لظروفه العائلية والعملية فعذرناه وحجزت بمفردي والحمد لله.
وبعد أيام اتصل بي الزميل الدكتور سعد الرفاعي يسأل عن تأكيد سفري للقصيم فأكدت له ذلك وأعطيته مواعيد الرحلة على طيران آديل (Flyadeal) وتشاء الإرادة الإلهية أن يرافقني على نفس الرحلة ونفس الموعد وهذه هي الرفقة الصالحة التي يسعد بها الإنسان في رحلاته وتنقلاته!!
(2) كانت رحلتنا يوم الأربعاء 9/8/1444هـ الساعة الواحدة والنصف ظهراً، والعودة يوم السبت 12/8/1444هـ الساعة الثالثة والنصف قبيل العصر، وكان التخطيط أن يصل الصديق والرفيق الدكتور سعد الرفاعي إلى جدة قادماً من ينبع حوالي الساعة العاشرة صباحاً ونفطر سوياً ثم ننطلق إلى المطار حوالي الساعة الحادية عشر والنصف، وهذا ما كان حيث وصل رفيق الرحلة وكنت قد دعوت صديقنا وزميلنا الأستاذ خليل الواعي والابن ريان العارف، ليشاركانا طعام الإفطار (الجازاني) ودارت الأحاديث التربوية والتعليمية والثقافية والأدبية والمجتمعية، وكان نهاراً بهيجاً ومورقاً بالمودة والصحبة والإخاء والزمالة التربوية، فوق أنها مفاجأة سارة للزميلين العزيزين الذين لم يلتقيا منذ فترة طويلة!!
وبعد الإفطار وأطايب الطعام وجمال الأحاديث والذكريات، أصر زميلنا خليل الوافي على إيصالنا للمطار فجزاه الله خير الجزاء.
وما هي إلا دقائق معدودات حتى كنا في قاعة المغادرة بعد الانتهاء من الإجراءات المعتادة وصلينا الظهر وفحت أبواب الطائرة لاستقبال المسافرين وكنا بينهم في رحلتنا إلى القصيم!! ولكت تفرقت بنا المقاعد فرفيق الرحلة في المقعد (2) وأنا في المقعد (29) وانفرد كل منا بذكرياته وكتاباته وقراءاته التي ادخرها لهذه الرحلة الممتدة في الزمن حوالي ساعتين تقريباً.
كان بين يديَّ كتاب الدكتور حمزة المزيني المعنون بـ/ واستقرت بها النوى (سيرة ذاتية) وكتاب الزميل الدكتور محمد آل سعد المعنون بـ/ السيِّدون الثلاثة (رواية) وبدأت في القراءة متنقلاً بين هذين الكتابين الماتعين لغةً وسرداً وأحداثاً شغلت كل وقتي في الطائرة ولعلِّي أكتب عنهما قراءة نقدية قريباً جداً إن شاء الله.
وصلت الطائرة إلى مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز في بريدة/ القصيم حوالي الساعة الثالثة عصراً وكان في استقبالنا أحد موظفي النادي الأدبي الذي هيأ لنا سيارة لإيصالنا إلى فندق (موفمبيك) لنلتقي هناك بزملائنا الذين وصلوا قبلنا من ضيوف نادي القصيم الأدبي، ونصعد إلى غرفنا للراحة والاستعداد لحضور افتتاح الملتقى والجلسة الأولى بعد صلاة المغرب من هذا اليوم الأربعاء 9/8/1444هـ.
(3) أذكر أنني زرت القصيم – قبل هذه الرحلة – مع الدكتور سعد الرفاعي في العام 1442هـ في نهايات العهد الكوروني/ كوفيد 9، وكتبت عنها مقالاً رحلياً بعنوان: على خطى العقيلات/ ثلاثة أيام في ربوع القصيم، ونشر في جريدة الجزيرة بتاريخ 3 فبراير 2021م الموافق 21/6/1442هـ واليوم، وبعد عامين كاملين لمست التطور العمراني والتنموي لمدينة بريدة/ القصيم ولما حولها من مدن وضواحي أخذت من التمدن والمعاصرة الشيء الكثير، وذلك بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة في هذا العصر السلماني/ عصر الرؤية 2030 والتنمية والتطوير.
أربعة أيام بلياليها تجولنا في بريدة وما حولها، وقابلنا رجالاتها ورموزها، وزرنا مزارعها وبراريرها بعد أن تحاورنا وتناقشنا في جلسات الملتقى العلمية التي احتضنتها القاعة الكبرى للنادي في مبناه الإداري والرسمي والذي يعد أيقونة معمارية متفردة على طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهذا من أجمل الأحاسيس والمشاعر التي خرجت بها من هذه الرحلة، فقد تعودنا في كثير من الملتقيات أن تقام في الفنادق مع أن النادي يمتلك قاعة فاخرة ومتميزة، ولكنه يستعذب قاعات الفنادق وخدماتها المتنوعة!! ولكن نادي القصيم الأدبي يضرب أروع الأمثلة أن قاعة النادي التي كلفت الملايين تستحق أن تشغل بالمؤتمرات والمنتديات واللقاءات التي يستضيفها النادي فشكراً للدكتور حمد السويلم ورفاقه أعضاء مجلس الإدارة.
د. يوسف حسن العارف
يتبع في الحلقة القادمة
مقالات سابقة للكاتب