(4) وفي الموعد المحدد من مساء يوم الأربعاء 9/8/1444هـ = 1/3/2023م حضر سمو أمير المنطقة ودشن حفل الافتتاح المختصر جداً في قاعة المحاضرات بالنادي وبإدارة متميزة من الشاعر الدكتور أحمد اللهيب عضو النادي ثم تبدأ فعاليات الجلسة العلمية الأولى حسب البرنامج المعد سابقاً.
لم تكن الجلسات العلمية مجرد أوراق عمل تلقى ومداخلات تعقيبية فقط، ولكنها كانت ورش عمل تفاعلية واستنطاقات معرفية، أوجزت لنا كثيراً من مفاهيم السيرة الذاتية، والغيرية، والبينية وعرفتنا على اليوميات والمذكرات، عبر دراسات وبحوث ومقاربات نقدية.
في هذه الجلسات تعرفنا على كثير من القامات الوطنية التي سجلت مسيرتها العلمية والعملية في مذكرات خالدة مثل:
معالي الشيخ جميل الحجيلان/ وزير الإعلام ورجل الدولة.
معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي/ الرحالة السعودي الشهير.
سعادة الأستاذ عبدالله العلي النَّعيم/ مدير التعليم وأمين العاصمة الرياض.
معالي الأستاذ عبدالرحمن بن صالح الشبيلي/ من رواد الإعلام السعودي.
سعادة الدكتور عايض بن بنيَّه الردادي/ من قيادات الإعلام السعودي.
فضيلة الشيخ محمد بن عثمان البشر/ العالم والمربي والأديب.
سعادة الدكتور علي بن عبدالعزيز الخضيري/ من قادة الإعلام السعودي.
سعادة الدكتور حسن بن فهد الهويمل/ الأكاديمي والأديب المعروف ورئيس نادي القصيم الأدبي سابقاً.
سعادة الأستاذ حجاب بن يحيى الحازمي/ الأديب المعروف ورئيس نادي جازان الأدبي سابقاً.
سعادة الدكتور معجب بن سعيد الزهراني/ الأديب والكاتب والروائي ومدير معهد العالم العربي في فرنسا.
سعادة الدكتور حمد بن سعود البيهد/ أستاذ الأدب الحديث بجامعة الملك سعود.
وكان اللافت للنظر أن أكثر أصحاب هذه المذكرات هم من أبناء القصيم ورجالاته المخلصين الذين خدموا في قطاعات الدولة وشاركوا في لبنات التأسيس والبناء الوطني في مرحلة مبكرة من تاريخ بلادنا، وهم يستحقون الوقوف على تجاربهم وذكرياتهم والاستفادة من خبراتهم والتعريف بها للأجيال القادمة.
وقد أكدت في مداخلاتي والتعليقات التي أتيحت لي على ثلاث مسائل أساسية في كتابة السير الذاتية وفي أساليب تلقيها من القراء والنقاد والمهتمين وهي:
أولاً: أن تردد (كاتب السيرة) وخوفه من قول كل شيء والتوقف عند بعض النواحي الاجتماعية والسياسية لا مبرر له.. فالوثائق السياسية عادة ما يفرج عنها وتنشر وتكشف للجمهور بعد خمسين سنة مهما كانت سريتها. فلماذا يتباطأ الكتاب السيريون عن الإفراج عن أسرارهم بعد مضي هذه السنين من أعمارهم؟! فكل ذلك من الوثائق الاجتماعية الشفهية التي تحتاج إلى النشر والتدوين.
ثانياً: أن العناوين التي يختارها مؤلفو السير/ذاتية مثل: حب الحصيد، الواقف في الشمس، سيرة الوقت، من مشاوير الحياة، عشيات الحمى، توقيعي، يوميات نجدي… وغيرها فيها من الجاذبية والجمالية ما يستحق إفرادها بدراسات خاصة تتماهى مع مقولة العتبات النصية أو الموازية، فمنها تتشظى الدلالات الكامنة، وفيها إشارات إلى ما في المتن من صور وجماليات، ومنها تجاذبات استفهامية عن دور الكاتب في اختيار العنوان والعتبات المحيطة وقد يشاركه في ذلك الدار الناشرة، ومصمم الكتاب، والذي شارك في المراجعة وغيرهم بما يفيد ثنائية الكاتب/ والقارئ!!
ثالثاً: المطالبة بجلسة شهادات سيرية من أصحاب المذكرات الأحياء – وخاصة الذين حضروا وشاركوا في الملتقى – ليتحدث كل منهم عن شيء من سيرته وشهاداته على المجتمع والحياة التي عاصرها ولم يسجلها حتى اليوم. ففي ذلك شيء جديدة من السير غير المكتوبة وبذلك يكسب الملتقى الكثير من الإيجابية والتفاعلية والإضافات المفيدة.
وفي هذه الجلسات العلمية سعدنا وأنسنا بحضور ومشاركة بعض أصحاب المذكرات المقروءة مثل الدكتور علي بن عبدالعزيز الخضيري، والدكتور عايض الردادي، والدكتور حسن الهويمل والذين كان لمداخلاتهم وتعليقاتهم الكثير من الإضافات والحديث عن المسكوت عنه في مذكراتهم كشفاً وتنويراً.
كما أنسنا وسعدنا بوجود ثلة مباركة من مثقفي ورموز هذا البلد في المجالين الثقافي/ الأدبي والمعرفي وهم:
سعادة الدكتور ناصر بن سعد الرشيد الذي تتلمذت على يديه في جامعة أم القرى وأجاز لي قصيدة نشرت في مجلة صوت الطالب الذي كان يشرف على تحريرها. كما تتلمذت على أطروحاته النقدية ومنها محاضرة نادي جدة الأدبي عن (التفتيقية) كمصطلح عربي إسلامي في مواجهة ومقابلة (التفكيكية) أو (البنوية) في الفكر النقدي الحداثي الغربي. ونقلتها من المجال النقدي الأدبي إلى مجال الدرس التاريخي واعتبرتها نظرية في (تفتيق النص التاريخي).
وسعادة الأستاذ الدكتور الشريف نايف بن هاشم الدعيِّس.
وسعادة الأستاذ الدكتور عبدالله عسيلان.
وسعادة الأستاذ الدكتور محمد الربيِّع.
وسعادة الأستاذ الدكتور حمد الدخيل.
وسعادة الأستاذ الدكتور سعد العطوي.
وسعادة الدكتور زياد الدريس.
وقد كان لحضورهم ومشاركاتهم كثير الإضافة والإفادة سواء في الجلسات العلمية أم اللقاءات خارج الملتقى في الفعاليات المجتمعية!!
ومما جمّل هذا الملتقى وزاده بهاءً ومقبولية تلك الأسماء المشاركة من الباحثين والدارسين الجدد على الساحة الثقافية مثل:
الدكتور منصور المهوس من القصيم.
الدكتور أحمد الهروي من جازان.
الدكتور معيض القرني من العرضيات.
الدكتور عبدالله الفوزان من القصيم.
الدكتور جازع الشمري من حائل.
الدكتورة كوثر القاضي من مكة المكرمة.
الدكتور إبراهيم المطوع من القصيم.
إضافة إلى القامات المعروفة في الساحة الثقافية والبحثية وصاحبة المشاركات الناضجة في الملتقيات والمؤتمرات سعادة الأستاذ الدكتور أحمد الطمي وسعادة الأستاذ الدكتور صالح معيض الغامدي وسعادة الأستاذ الدكتور عبدالله الحيدري وسعادة الأستاذ الدكتور عبدالله الحامد الذي لم يحضر اللقاء لظروفه وحضرت ورقته البحثية بصوت الدكتور معيض القرني!! وسعادة المحامي الأديب والمثقف الدكتور محمد المشوح والدكتور محمد حبيبي الذي شارك بورقته عن بعد لظروف عمله
ولعل من أميز ما لاحظته في هذا الملتقى وجود الأديبة والأكاديمية الدكتور عائشة الحكمي، فقد كانت مداخلاتها وتعليقاتها وحضورها المعرفي علامة فارقة تنضاف لجماليات ونجاحات هذا الملتقى!! كما أعجبني جداً سعادة الأستاذ الدكتور خالد الرفاعي الذي قدم ورقة عن مذكرات حسن الهويمل وأشار إلى قضية التردد عند كثير من الرموز في كتابة مذكراتهم!! كما أعجبني بحسن إلقائه وجمالية حديثه، وهدوءه واتزانه، فإذا تحدث واسترسل فإنه لا يخطئ ولا يبطئ، تتسلسل أفكاره، وتنمو لغته، وتبدو مشاعره وعواطفه في كل كلمة عبر لغة الجسد المتفاعلة مع لغة الورقة وهذا ما قلته في مداخلتي على ورقته المتميزة!!
وهكذا خرجنا من الجلسات العلمية وباحثيها والمتحدثين فيها بحصيلة معرفية وخبرات ثقافية وأدبية وتنظيمية يشكر عليها المسؤولين في نادي القصيم الأدبي وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور حمد السويلم حفظه الله.
د. يوسف حسن العارف
يتبع في الحلقة القادمة
مقالات سابقة للكاتب