كي تتمكن النفس الجديدة من الانبثاق؛ يمكنها أن تتوشَّح بزينة التَّقبُّل والتَّخلّي.
وهذان جانبان مهمان في عملية التَّحوُّل الروحي.
يقول أحدهم:
“عندما حدثَ التحوُّل الروحي في حياتي في بادئ الأمر؛ كان كل ما أعرفه هو أنني مطمئن”
وسرُّ هذا التحوُّل أنه لم يعد متماهياً مع عمليات الفكر، وخمد صوت التفكير الصاخب الذي يتماهى معه، والذي يستتر وراءه البعد الأعمق من نفسيةٍ قلقة.
إن من يُرزق بهذا التحوُّل الروحي؛ يصبح واعياً بالجمال، ولا ينظر إلى العالم حوله بوصفه تهديداً، وإنما بوصفه مفعماً بالحياة.
كذلك من علامات التحوُّل الروحي عدم الحاجة إلى إطلاق مسميات على إدراكات الناس، ولن يكون بحاجة إلى القيام بتأويل تصرفاتهم.
إننا إنْ خضعنا إلى إطلاق تلك الأحكام والتفسيرات؛ نكون قد أخضعنا أنفسنا إلى الإكراه الذهني الذي يتمثل في اللجوء مباشرةً إلى تعريف، أو تفسير كل ما نلاحظه.
فعندما تتم تسمية وتفسير كل شيء؛ تتكون لديك الكثير من الآراء ووجهات النظر؛ وبالتالي سوف تُخّضعها للتصفية، وهنا تظهر سلطة التَّحيز المعرفي فيما تتماهى معه.
أما في غياب الاضطرار إلى تفسير الأشياء، وإصدار الأحكام؛ تتجلّى حرية الإدراك لديك بصورة كبيرة.
والكَفُّ عنها عموماً يجلبُ إحساساً عظيماً بالراحة والاستمتاع بالحياة.
سليمان مسلم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي