أيهما مُنْشَغِل عن الآخر !!!

يدور في خلد الكثير من الزوجات ؛ انشغال أزواجهنّ عن البيوت ، والأولاد ، أو عن عدم تحمّل المسؤولية ، بكثرة الارتباطات مع الزملاء أو الأصدقاء ، والسهرات خارج المنزل ،أو العمل الاضافي المسائي ، أو أي صارف آخر ، ويضعن اللوم والعتاب على أولئك الأزواج ، الذين لايخلون من إصابتهم بذلك السلوك ، لكن تعالوا نناقش القضية بكل صراحة وشفافية وانحيادية ..

أيهما مشغول عن الآخر ، الزوج أو الزوجة ، لا تنظري أيتها الزوجة الكريمة ، بمنظار أحادي ، وتنسين نفسك من السؤال ، هل أنا مشغولة أيضاً عن زوجي ، الحقيقة التي تغيب عن الزوجات ، أو هنّ اللآتي يُردنَ غيابها ، أن الزوجة غالباً ، هي التي تكون أكثر انشغالاً عن زوجها ؛ في فترات مجيئه وحضوره ، للمنزل ، من المعلوم ، بل من العرف أن الرجل ، أكثر ساعاته اليومية في الغالب خارج المنزل ، لعمله وارتباطاته بمسؤوليات ؛ بالإضافة إلى تأمين احتياجات الأسرة ، والزوجة لها دور كبير في رعاية البيت والأولاد والشؤون الأسرية ، ودورها معلوم ومشكور ، ومأجورة عليه ، لكن الحلقة المفقودة هنا في عدم التوافق في معرفة من منهما مشغول عن الآخر ، هي عدم تنظيم الوقت بين حضور الزوج للمنزل والجلوس معه والاهتمام به ، وبين أعمال ومسؤوليات الزوجة في البيت ، في الغالب في كثير من الأسر ؛ إلا القليل ، أصبح البرنامج ، روتيني ، يحضر الزوج للمنزل بعد الدوام ، يتناول الغداء ، أو يرتاح ومن ثم يأكل وجبة الغداء ، لوحده أو مع جزء من الأسرة ، الزوجة مشغولة بالأولاد أو البيت ، أو منهكة من العمل ، يخرج الزوج ، ولا يعود إلا بعد العشاء مبكراً أو متأخراً ، يجد الحال مثل الحال ، كلٌ في فلك يسبح ، يتناول العشاء ، يذهب للنوم ، وربما الكل مواصل سهره ، الزوج ينام بحجة العمل مبكراً ، والزوجة أعانها الله ، تواصل المسؤوليات ، وربما لا ترتاح إلا متأخره ، وهذا يتكرر ، كل يوم ، والجمعة والسبت الارتباطات الخارجية ، ومن ثمّ ؛ كلا الزوجين يلوم الآخر بانشغاله عنه ، فماهو الحل ياترى ؟

الحل من وجهة نظري ، إعادة ترتيب الأوراق ، والجدول ، والأولويات ، والمسؤوليات ، وهذا الدور يعود أكثر على الزوجة ، هي العمود الفقري في المنزل ، تكيف نفسها مع وقت حضور زوجها ، مهما كانت الانشغالات والمسؤوليات ، تتفق مع زوجها الجلوس سوياً ولو لمدة ساعة ،أو ساعة ونصف ، غير وقت وجبة الغداء أو العشاء ، جلسة ودية ، حوارية ، تخطيطية لشؤون البيت ، والأغلب أن تكون جلسة مرحة ، الكل يعبر بارتياحه وشكره للاخر وتقديره لما يقوم به من دور أسري في شؤون الأسره ومستلزماتها..

وهذا له أصل في سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – فعن عائشة – رضي الله عنها – كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم – إذا انصرف من العصر ، دخل على نسائه ،فيدنو من إحداهنّ …… الحديث

والمقصود أنه كان – عليه الصلاة والسلام – يدور على نساءه للسؤال عنهن والمؤانسة ،ولتحذر الزوجة من إلقاء اللوم المتكرر على زوجها ، في انشغاله عن البيت وكثرة إرتباطاته ، قد تكون هذه العينة موجودة ، لكن تستطيع الزوجة الذكية ، من جذب زوجها ، للجلوس معها ، بمدح هذه الساعات المستقطعة في الجلوس ، والتهيئة الجميلة لهذه الجلسة ، البعيدة عن اللوم ، وكثرة الطلبات ، ومع الاستمرار ، سوف يراجع الزوج نفسه ، في تقدير هذا الموقف والتفاعل معه ..

جربي أيتها الزوجة الكريمة ، هذه الخطة ، وهذا البرنامج ، وهذا السلوك ، لمدة ثلاثة أشهر ، ثم قيمي الوضع ، قبل ؛ وبعد ، سترين الفرق واضح ، وسوف يزول عنك تصور انشغال زوجك عن البيت ، وستنتظم حياتكم الأسرية ، وستشعرين بالمشاركة الفاعلة مع زوجك ، لإكمال تحمّل مسؤوليات البيت ورعاية الأولاد سوياً ، متمنياً لكما ، حياة سعيدة.

د.صلاح الشيخ
مستشار أسري وتربوي

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “أيهما مُنْشَغِل عن الآخر !!!

ب

قرأنا مقال الدكتور مشكور ومأجور إن شاءالله وطرح مميز وموضوع هادف ومتميز، أما بعد ،، أرى أن الكاتب تحيز لجنسه قليلاً وماتم سردة من روتين يومي كحال أغلب الأسر في ظني هذا موت بطئ وليس روتين.
فاليوم تغير الحال فلم تعد المرأة العشرينيه والثلاثتينية هي نفس نساء حقبة العصر المنصرم ، لم تعد المرأة مقتصر دورها داخل المنزل فقط ولا نقول الحرية والحياة وهذه الهتافات لأنها ليست هويتنا التي نشأنا عليها فالرجل له مكانه والمرأة كذلك ، ولكن نقول أن متطلبات الحياة تستلزم خروج المرأة لنفس هدف خروج الرجل لكي تساعد في ادارة عجلة الحياة بينها وبين الرجل فهي أيضاً أصبحت لابد أن تعمل خارج المنزل ولابد أن تحقق المعادله المتزنة بين البيت والأسرة وبين العمل فالمرأة والرجل كلٍ له مسؤلياته داخل المنزل وخارجه واللوم عندما يقع سيكون على كلاهما دون الآخر ،، فلماذا نقول أيتها المرأة الذكية بادري بدعوه زوجك بالجلوس معك ،، أيضا الرجل الذكي يمكن ان يقوم بهذه المهمة بين الحين والآخر فلماذا لا تدعوها الى تناول القهوة في مكان هادئ أو تدعوها الى رحلة بحرية انتم الأثنين فقط ولماذا لا تدعوها الى ممارسة هواية المشي مثلاً كل يوم ساعة على شاطئ البحر بدون حمل هواتفكم لماذا لا تفاجأها بقضاء يومي الإجازة الاسبوعية لقضاء وقت في نزهه خاصة بدون الأطفال، لما لا يحرص الرجل الذكي على استقطاب هويات زوجته ومحاولة تنميتها ومحاولة إخراجها من دائرة المسؤليات الى حير الإستمتاع بالحياة ،، فالحل من وجهة نظري المتواضعة هي :-
١- تنظيم الوقت وادارة الأولويات كما تفضل شيخنا وذكر ( فالرجل مسؤول عن تنظيم وقته والمرأة كذلك ) قرأت ذات مرة أن عائلة تعيش قصة حب مدتها ٢٠ سنة عندما تم سؤالهم تمت الإشارة الى أنه هنالك جدولة زمنية يومية وشهرية وسنوية وقت مستقطع سوياً بلا مسؤليات ولا مهام ،
٢- البحث عن هويات مشتركة والعمل على تنميتها مثل السباحة والرسم والرياضة والأستمتاع بهذه الهويات بشكل تشاركي وما شاهدته خلال تجاربي في الحياة يغير في محتوى الصورة، تجد الزوج والزوجة في نزهه بحرية أو برية وكلاً من الآخر يتصفح جهازة المحمول مابين محادثات ومقاطع مالفائدة في استقطاع وقت ضائع كالحرص على تسديد هدف بعد صافرة الحكم، بينما نشاهد بعض الأزواج نماذج جميلة يتشاركون هويات مشتركة بين السباحة والرياضة والحوار في موضوع كهذا والخروج بأفكار إبداعية من خلال ذلك ،، للأسف تعلمنا السفر والمقاهي والمطاعم ولم نتعلم كيفية الأستمتاع الحقيقي بهذه الأشياء ، فالبحر لم يُخلق للجلوس ومشاهده مقاطع تيك توك والهويات لم تًخلق لتصويرها ،،
٣- العمل على تغير الروتين اليومي من كلا الزوجين وليست مسؤولية فرد دون الآخر ،، فالأزواج كلما كانت هوياتهم مشتركة وحواراتهم الهادفة مستمرة ووجود صداقة بين الزوجين هي أكبر داعم لتغيير الروتين اليومي ليصبح أكثر متعة ،، للأسف بعض الزوجات أو بعض الأزوجات يعمل ما يطلبة من الطرف الآخر لمجرد إرضاؤه فقط ،، يمارس هواية معينة من أجل ارضاء الطرف الآخر فقط أو قد تجد زوجة تتزين لزوجها لمجرد ارضاؤه وليس لأنها تحب ذلك فخلاصة الفكرة (( وجود علاقة صداقة بين الزوجين والتوافق الفكري هي أعظم من علاقة كونهم مجرد أزواج كلا منهم يلقي باللوم على الآخر
ونجدد شكرنا للدكتور على الطرح المتميز
والمعذرة على الإطاله ،، والحديث حول هذا الموضوع لا ينتهي

نفاع بن مهنا بن ماضي الصحفي

و الحديث حول هذا لا ينتهي و الشيخ حفظه الله لم يقصد التحيز لجنسه(و إنما ركز على جانب معين و هو شكوى الزوجة من غياب الزوج عن المنزل أكثر الوقت ، فأرشدها بدل الشكوى أن تجذبه بذكاء الزوجة و المرأة المعهود بدل ” تطفيشه” ) ، فالشكر للشيخ الفاضل و لِ ب 3 مايو (إضافة و توسع جميل) ، و خلاصة الأمر التعاون و التفاهم ب ود و حب دائماً و أبداً هو الحل لجميع المشاكل الزوجية و ليس التذمر و الشكوى و تبادل الاتهامات😌 .

فهمي يوسف

المقال أكثر من رائع ويضيئ مربعات عاتمة في عقل وتفكير كثير من الزوجات….و المشكلة أكثر وضوحا في الزوجات العاملات ولا شك
لو يفهمن هذا المقال لتبدلت حياة الكثير منهن
سلمت يراعك… وبوركت أفكارك

Amani

متحيز لجنسه كثيرا جدا.. اعرف الكثير من الأزواج الذين تأخروا في الانجاب والزوجة كانت متفرغة للزوج بشكل كامل.. بل واصبح بينهم الكثير من المشاكل والخلافات بسبب انشغاله مع أصدقائه.. لكنكم دائما ماتضعون اللوم على الزوجة.. اذا لم يكن لديها عمل او اطفال سوف ينصحونها بأن يكون لها عالمها الخاص والانشغال بنفسها.. واذا كانت مشغوله قالوا هذا السبب وراء ابتعاد الزوج..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *