“نبراس” تُحذِّر المجتمع من مخاطر مادة الشبو المخدرة

تُعدُّ المخدرات من الأزمات الكبرى في دول العالم، التي أصبحت تؤثر على حياة الشعوب؛ وذلك بالنظر إلى نطاق انتشارها؛ إذ طالت الفئات العمرية المختلفة، وباتت خطورتها تمس مكونات النسيج الاجتماعي؛ ليصل ضررها بالإنسان إلى الموت والهوان.

وتسعى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات “نبراس” ممثلة بالأمانة العامة إلى الحد من مخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي ووقائي رافض لتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، من خلال تحقيق التناغم والانسجام، وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة في الجوانب الأمنية والوقائية والإعلامية والعلاجية والتأهيلية والعدلية والاجتماعية والتعليمية، وتضمين تلك الجهود، والعمل على تعزيز المشاركة المجتمعية.

ويأتي تفعيل دور الجهات ذات العلاقة من أجل تمكين المجتمع من المشاركة في جهود الوقاية والمكافحة.

وحذرت “نبراس” من آفة المخدرات، وما تؤديه إلى أمراض مزمنة، تؤثر على المخ، مشيرة إلى أن بعض الشباب يقومون بتجربة المخدرات عن طريق الأصدقاء أو المعارف بدافع حب الاستطلاع؛ وهو ما قد يوقعهم في براثن الإدمان والمشاكل الأسرية والمالية. مشيرة إلى أن استخدام حقن المخدرات أحد أسباب الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الدم، مثل “الإيدز“، ومؤكدة أن المراهقين الذين يتلقون باستمرار رسائل توعوية عن أضرار المخدرات من والديهم هم أقل عرضة لاستخدامها بنسبة 50% من الذين لا يعون مخاطر المخدرات المؤدية إلى الوفاة.

وحذرت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات “نبراس” من خطر المخدرات عمومًا، ومخدر الميثامفيتامين (المعروف باسم “الشبو“) خصوصًا، الذي يعد مادة منشطة شديدة التأثير على الجهاز العصبي المركزي. ويتم تحضير تلك المادة من الأمفيتامين، وهي من المخدرات المصنعة كيميائيًّا، ولها عدد من الأسماء على حسب الموقع الجغرافي، مثل: “الشبو، الميث، الكريستال، سبيد، الثلج”.. وتتسبب بزيادة مفاجأة في مستويات الدوبامين في الدماغ؛ ما يُغيِّر طريقة تفكير واستيعاب متعاطيها للأحداث من حوله؛ وهذا الأمر يجعله في حالة من التوجس والقلق والشعور بالتهديد، إضافة إلى الهلاوس السمعية والبصرية؛ ما يجعله في حالة اضطراب نفسي؛ يقوده إلى العنف والتهور في سلوكياته بشكل عام.

وتتلخص أضرار “الشبو” على المدى القصير بارتفاع ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، وعدم انتظام ضربات القلب، وفقدان الشهية، وفرط الحركة، إلى جانب اضطرابات النوم والأرق، وجنون العظمة والهلوسة، أو اضطرابات المزاج، أو الأوهام، أو السلوك العنيف.. والعديد من الأضرار الأخرى على الرئة والكبد والكلى، وشحوب وجفاف جلدي، وحكة، وهشاشة في العظام، وتشوهات وأضرار في الأسنان.

وينبغي أن تتكاتف الأسرة في توعية الأبناء بخطورة هذه المادة وجميع المواد المخدرة، والحرص على خفض العوامل التي تقود إلى تعاطيها، والوقوف بجدية مع أي حالات تعاطٍ قد تظهر بين أحد الأفراد، والعمل على إيجاد الحلول العلاجية لها باستشارة المختصين.

ويمكن الوقاية والتصدي لآفة تعاطي “الشبو” وإدمانه من خلال المشاركة الإيجابية للشباب، وتقوية العلاقات مع أسرهم في بيوتهم ومجتمعاتهم، وخلق بيئة صحية وآمنة للجميع. كما يجب على أولياء الأمور الاستماع لأبنائهم وبناتهم، وإزالة الحواجز لمساعدتهم على طلب المعونة متى دعتهم الحاجة، وأن يكونوا قدوة حسنة لهم، والتواصل معهم حول أخطار تعاطي المخدرات.

وبيَّنت “نبراس” خلال إحصائية نشرتها عن الأسباب التي تدفع الأبناء لتعاطي المخدرات أن التوبيخ الأسري يشكل ما نسبته 40% من أسباب التعاطي، والعنف الأسري المتمثل بالضرب يشكل 32%، والتسلُّط الأسري 29%، وتعامُل الأب القاسي يُمثِّل 25%.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *