رفع معالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل شكره وتقديره إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – على قيادتهم الحكيمة ودعمهم اللامحدود في إدارة أزمة كوفيد- 19، التي قامت على أساس صحة الإنسان أولاً وفوق كل اعتبار، وذلك تزامناً مع إعلان منظمة الصحة العالمية انتهاء الحالة الصحية الطارئة الخاصة بالجائحة .
وأشاد معاليه بالنموذج الريادي المتميز الذي حققته المملكة العربية السعودية في مواجهة الجائحة بفضل الله تعالى ثم بفضل توجيهات ومتابعة القيادة الرشيدة وتظافر جهود كافة الجهات المعنية من القطاع العام والخاص، والدور الكبير الذي قام به أفراد المجتمع السعودي من المواطنين وكذلك المقيمين في مواجهة الجائحة من خلال تعاونهم ووعيهم والتزامهم بالاحترازات الوقائية وحرصهم على أخذ اللقاحات والجرعات التحصينية.
وأشار معاليه إلى أن ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من تطور كبير في كافة المجالات وفي مقدمتها الخدمات الصحية إنما هو ثمرة للرؤية الطموحة للمملكة 2030 التي تستهدف تعزيز جودة حياة المواطن في المملكة العربية السعودية والتي يأتي برنامج تحول القطاع الصحي من أهم مرتكزاتها ويهدف إلى هيكلة القطاع الصحي في المملكة ليكون نظاماً صحياً شاملاً وفعالاً ومتكاملاً، يقوم على صحة الفرد والمجتمع بما فيهم المواطن والمقيم والزائر، الأمر الذي ساهم في تمكين القطاع الصحي لمواجهة الجائحة عبر عدد من مبادراته ومشاريعه التي عملت على استشراف المستقبل وتحدياته؛ كإنشاء هيئة الصحة العامة “وقاية” وإنشاء المختبر الصحي الوطني والمركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث الصحية؛ مما انعكس على التعامل الأمثل خلال مراحل الجائحة وجعل المملكة أنموذجاً متميزاً في التعاطي مع الجائحة على المستوى الدولي.
وأوضح معاليه أن المملكة قامت بالعديد من الجهود المتميزة في مواجهة أزمة كوفيد-19 ومنها توفير العلاج للجميع دون استثناء للمواطنين والمقيمين بما فيهم مخالفي نظام الإقامة، وكذلك رفع الطاقة الاستيعابية لكافة الخدمات الصحية، في غرف العناية المركزة والمستشفيات، وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة من الأدوية واللقاحات والمختبرات والأدوات والتجهيزات في وقت قياسي وتسخير الأنظمة التقنية لمواجهة الجائحة .
وأكد معاليه أن التقدم التقني الذي تشهده المملكة على كافة المستويات وعلى مستوى القطاع الصحي بشكل خاص انعكس بدوره في القدرة على الاستجابة الفعالة لتداعيات أزمة كوفيد19- من خلال حلول الصحة الرقمية والرعاية الافتراضية وتفعيل إدارة البيانات وتحليلها، وإتاحة منافذ متعددة لتقديم الخدمات للمواطنين والمقيمين تسهم في تحقيق وصولها للجميع بكل يسر وسهولة، الأمر الذي مكن المملكة من السيطرة على الجائحة في مراحلها المبكرة من خلال تفعيل الجوانب الاحترازية والوقائية وما يتعلق بها من بروتكولات مناسبة وهو ما مكنها من العودة بحذر إلى الحياة الطبيعية، وساهم في أن تتبوأ مراكز متقدمة عالمياً كأفضل الدول للعيش في وقت الجائحة، إضافة إلى مستوى متقدم في تصنيف الأمن الصحي وتحقيق نسب مناعة مجتمعية عالية؛ لتصبح مثالاً يحتذى به وأنموذجاً رائداً يستفاد من تجربتها وخبراتها خلال إدارتها للأزمة.
وأشار معاليه إلى الدور الريادي للمملكة على المستوى الدولي حيث دعا خادم الحرمين الشريفين رئيس قمة العشرين في ذلك الوقت لعقد جلسة طارئة لقادة دول قمة العشرين لمناقشة مبادرة المملكة لمساعدة الدول المتضررة من تداعيات الجائحة ، وتبنى القادة المبادرة السعودية وعملت المملكة على تنفيذها، كما قامت المملكة بدعم جهود منظمة الصحة العالمية في سبيل حماية المجتمعات، مما ساعد المنظمة في أداء التزاماتها الدولية خلال الأزمة، إضافةً إلى تقديم المملكة الدعم المباشر لعددٍ من الدول المتضررة من الأزمة وذلك بتوفير المستلزمات الوقائية والعلاجية لمواجهة الجائحة .
وقدم معالي وزير الصحة شكره وتقديره لكافة العاملين في القطاع الصحي من أطباء وممارسين وإداريين على جهودهم الملموسة وتفانيهم في أداء واجبهم الوطني والمهني والإنساني، مشيراً إلى أنهم كانوا درعاً حصيناً لحماية صحة الوطن والمواطن، وخص معاليه شهداء الصحة الذين قدموا أرواحهم خلال الجائحة بدعائه أن يتغمدهم الله بواسع رحمته وفضله.
وفي ختام تصريحه أكد معاليه أن الدعم الكبير الذي يحظى به القطاع الصحي من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ـ حفظهما الله ـ جعل المملكة تتمتع بمستوى عالٍ من الجاهزية والاستعداد والتأهب للتصدي لمختلف الأزمات الصحية بشكل عام والأوبئة والجوائح بشكل خاص بما يكفل استدامة الأمن الصحي، سائلاً المولى عزوجل أن يحفظ بلادنا وقيادتنا وشعبنا والعالم أجمع من كل سوء.