التقى سعادة الشيخ نهيان بن سيف آل نهيان سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة العربية السعودية في جلسة حوارية بعنوان “الدبلوماسية العامة وتحديات التغير المناخي” بعدد من أعضاء معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية في مقر السفارة في الرياض، مؤكداً فخره واعتزازه باختياره من قبل قيادة بلاده سفيراً لدى الدولة الشقيقة المملكة العربية السعودية والتي وصفها بالأرض المباركة، مؤكداً على متانة العلاقات بين البلدين وتواصلهم المستمر والمباشر على جميع الأصعدة.
وقدم سعادة السفير نصائحه في الجلسة الحوارية وبين لهم المهارات التي يجب أن تكون لدى السفراء، والمهام الموكلة للسفير بدايةً بتطوير العلاقة بين الطرفين في مجالات مختلفة – السياسة – الاقتصاد – الثقافة، واستراتيجية المستقبل، وحضور المناسبات والأنشطة لتمثيل بلاده وتوضيح جهودها في المنطقة، بالإضافة إلى تهيئة الاجتماعات بين كيانات إماراتية وسعودية مختلفة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتوقيع مذكرات التفاهم، ورعاية شؤون المواطنين.
وشدد على أن الدبلوماسي لا يقف عند مهمة محددة، بل يجب أن يلعب أدواراً عديدة، وقال: “أهم ما يميز الدبلوماسي النزاهة، وكل نجاح دبلوماسي يعتمد على الأمانة والصدق والثقة” وأضاف: ” يجب أن تتوفر لدى الدبلوماسي الكفاءة المهنية في التواصل والتفاهم وحل المشكلات بمستوى عالٍ”. كما أكد مرار على محورية العمل كفريق حيث أن تضافر الجهود هو ما يثمر النتائج المرجوة.
كما أوضح سعادة السفير أن القيادة بين البلدين يتواصلون بشكل مباشر على جميع الأصعدة، واستشهد بالعلاقات المتينة بين البلدين بعد لقاءه بأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل حينما ذكر له مقولته الشهيرة “السعودي إماراتي والإماراتي سعودي”.
وأكد سعادته، أن لكل دبلوماسي قدوة يجب أن يقتدي به ويسير على خطاه، وأن الشيخ زايد -طيب الله ثراه- هو قدوته التي لا يختلف عليها اثنان والذي يعتبر منبراً للإنسانية، حيث كانت علاقاته متينة مع جميع الدول ولم يفضل يوماً عرقاً على عرق أخر، أو ديانة على أخرى. وقد حمّل هذا الإرث للشيخ خليفة -رحمه الله- وورثه الآن الشيخ محمد أطال الله في عمره. واضاف: “أن دبلوماسية الإمارات تعتمد على التسامح وتعزيز العلاقات الاقتصادية وبناء الجسور فيما يتعلق بالمساعدات، وفي ذات الوقت حل الصراعات بين الدول ومكافحة الإرهاب”.
كما أوضح أن نجاح السياسة الإماراتية في الوقت الحاضر هو امتداد لما زرعه الشيخ زايد -رحمه الله- في العلاقات الخارجية، وهو ما تحقق في إعفاء مواطني دولة الإمارات من تأشيرات الدخول إلى 163 دولة حول العالم، وهذا يدل على عمق العلاقات مع العالم. ولا يزال العالم حتى الوقت الحالي يصف الإماراتي بولد زايد.
وأشار إلى أن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تعتمد على صنع السلام والتعايش من خلال التعاون والتنمية وتخفيف الصراعات والتوترات أو تخفيضها، وتنمية الشراكات مع المنظمات والحلفاء الدوليين، وسعي الدولة لتعزيز وتنمية الاقتصاد، مبيناً أن القيم الدبلوماسية الإماراتية هي تأسيس العلاقات المتبادلة والتعاون والصداقة. وبمعنى أخر، تتبنى الدولة مفهوم عدم التدخل واحترام سيادة الدول الأخرى، والتزامها التام بالمبادئ والقوانين الدولية في تعاملها مع الحكومات الأخرى. وما يميز الدبلوماسية الإماراتية هو تحقيق مصالحها بما يتوافق مع قيمها، وفي ذات الوقت الحفاظ على مبدأ عدم الانحياز، مما جعلها طرف موثوق، إلى جانب جهودها في التسامح والانفتاح وتمكين المرأة.
وفي نهاية الجلسة الحوارية لسعادته، أكد أن الدبلوماسية لا تقتصر على السياسة، ويجب أن تولي الاهتمام للاقتصاد، فجذب الاستثمارات وتسهيل التجارة كفيل بتحسين المعيشة داخل الدولة، كما يصنع فرص للتوظيف والابتكار، ويجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين والشركاء. وختاما تمنى التوفيق للحضور في مسيرتهم الدبلوماسية المقبلة.
كما تحدث عن المهام الموكلة للسفير والدبلوماسي والأدوار المختلفة التي يقوم بها، إضافة إلى السمات الشخصية والمهارات التي يحتاجها. وبيّن أن أهم ما يميز الدبلوماسي ‘النزاهة’ ، مؤكدا أن العمل كفريق يعتبر محوريا لنجاح البعثة في تحقيق أهدافها، كما أكد أن الدبلوماسية لا تقتصر على السياسة، بل تولي اهتماما كبيرا للاقتصاد أيضا.
وختاما تمنى سعادته التوفيق للحضور في مسيرتهم الدبلوماسية.