قصص شعراء خليص مع الجن في وادي عبقر

من وادي عبقر وفي مسرح الأحداث نورد لكم مشاهد مروية لقصص شعراء خليص مع الجن يرويها الشاعر “عطالله بن حمادي الغانمي” الذي يعتبر من أعمدة الشعر في خليص ورواتها المشهورين  

ومن القصص قصة شاعر كان مريضا بالحمى وفي الليل ذهب للنوم في أعلى طعس ” قوز” كان مجاور للحارة التي كان يسكن فيها هذا الشاعر المريض – و قد وضع كتابا تحته ونام وفي النوم أتاه رجل طاعن في السن  وامرأة عجوز وتحاوروا معه

فقال الرجل الشايب:

حلفت لولا عليك كتاب مكتوب

                لطويك طي الرمامة 

وقالت المرأة العجوز: 

وتأخذ ثمان سنين فالحبس مجنوب

  وأيضا تحتها ما تحوش سلامة

 

فرد عليهم الرجل  : 

أنا أحمد الله عن الجن محجوب 

  أنظر كتابي تحت كم العمامه 

لا تحسب إنك كما نوح مهيوب 

  اللي من البحرين جاب النعامه 

 

وفي قصة أخرى مشابهة حصلت ﻷحد الرجال كان نائما وأتاه جني وعرض عليه سؤال بالشعر فرد عليه 

قال الجني :

بانشدك وش يخرج حلال(ن) من حرام 

وإن كان مافسرتها ماني بروح ماني بروح 

 

فرد عليه الرجل  :

القب والميزان مافيه أغتنام 

  والحق ما بيناتها برق ن يلوح

 

والقصص كثيرة لشعراء خليص مع الجن ونختمها  بقصة لشاعر من الرجال المعروفين ورواها بنفسه لجماعته حيث إنه خرج من بيته ليلا ورأى أمامه ملعبة قصيد ( قلطة) ورأى صفين قائمين وشاعرين يتحاوران فدخل في أحد الصفوف وقام يردد معهم فقال أحد الشعراء :

قوم أذبحه يا صويان 

  والحق يرضي دخيله 

 

فقام صاحب الحفل من الجن فرد على الشاعر وقال :

ما ينذبح فن الأفنان 

   والذبح ما يستويله 

 

وقام الجني صاحب الحفل بأخذ الرجل الأنسي بيده وأخرجه من الصف وقال له أخرج من هنا ولا تنظر خلفك أبدا 

وفي اليوم التالي رجع الرجل لنفس المكان ليرى هل هناك  أثر لمكان الملعبة من الصفين  ولكنه لم يجد إلا آثار رجليه هو فقط

هذه القصص توضح لنا بأن للجن مشاركات في الشعر مثلما للبشر  

وقد يفوق شعر الجن شعر البشر وقد يكًون للشاعر قرين وهذا ليس بأمر جديد  فهي قضية في الأدب العربي  منذ الجاهلية  ويذكر بأن كل شاعر له قرين وله اسم  منذ ايام  الجاهلية إذ امرؤ القيس اسم قرينه الجني “لافظ بن لاحظ” ،وقرين النابغة الذبياني اسمه “هادر،”  وقرين عبيد بن الأبرص أسمه” هبيد.”

والشعر ديوان العرب قديما وحديثا ولا غنى لنا عنه وميزانه  الوزن والقافية وإن كانت موهبة فتنشأ ولها عوامل تبرزها أو وراثة تجدها من جيل لجيل كلها عبقرية فالشاعر رمز وأن صح القول فهو موسوعة تجده عارفة العارفين  وآخذ من كل العلوم قطرة وخاض التجارب وعاشر الرجال وصاحب سفر وترحال وله نظرة ومقال وحكمة ومثال والكلام عنده قيل وقال ونظم وجمال أفكار وعاطفة وآمال.  

ومن القصص التي تعبر عن فطنة الشعراء يذكر أن ملك الأردن الملك حسين رحمه الله دخل عليه شاعر  فقال له الملك : ” و ” ففطن الشاعر لرمز الملك فرد عليه بديهية ” إن ”  فهذه من دلالات ذكاء وفطنة الشعراء فهنا عرف الشاعر قصد الملك الحسين في قوله ” و ” من الآية ” والشعراء يتبعهم الغاوون” والشاعر رد عليه ردا قويا ب” إن” من الآية ” “إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها ” 

 

وما زلنا في وادي عبقر ننتظر أدبيات المتابعين …

2 تعليق على “قصص شعراء خليص مع الجن في وادي عبقر

ورق الخريف

اختياراتك دائماً جميلة يا أستاذ خالد
احفتنا بقصص مدهشة وبغض النظر عن صحتها لكنها شيقة جميلة
ربي يعطيك العافية

الحربي

بحث أديب محترف أ / خالد
نرجو الله ان يجعل قلمك سيفا في الحق وفقك الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *