الأضحية والعيد

ما أن تدخل مجلس أو تزور صديق أو تذهب إلى مكان عام أو تتصفح هاتفك إلا وتجد الكل منغمس في الحديث عن الأضحية والأسعار ، وكأن هذه السُنة هي حدث استثنائي يتفاجأ به الكل وينتشر التذمر وتعم الفوضى ، كل هذا فقط ولم نذكر ملابس واحتياجات العيد ومتطلباته والتكاليف ، والتي لا تقل أهمية عن الأضحية بل هي ضرورة ملحة يجب أن يلبيها عائل الأسرة ..

وفي ظل هذا الظرف الزمني يعاني البعض ويقف عاجزاً عن شراء الأضحية ، فتجده أما أن يستدين أو يحاول أخذ مبلغ (سلفة) ومن ثم يتجاهل شراء متطلبات أهل بيته ومن ثم تتراكم عليه هذه الالتزامات وتثقل كاهله ، وتبدأ الحجج الواهية والغير منطقية ، بل أصبح البعض يأخذ دور العلماء للأسف فيحلل ويضع نفسه محل إفتاء .

كل ما سبق هو فقط موجز عن الأضحية والعيد وما يتلوه من تبعات كان الأجدر أن يتم تلافيها وترتيب الأولويات ووضع مبلغ مالي ورصده قبل هذا الشهر الفضيل ، فمن غير اللائق التذمر ومحاولة خلق فوضى للعائلة واستقرارها ، ولأن هذه شعيرة عظيمة فلماذا لا نعد العدة لها ونضعها ضمن الأهم والمهم ؟! ..

فالبعض يملك من المال مايشتري به هاتف ضعف مبلغ الأضحية ، ولكنه عندما يتعلق الأمر بـ السُنة تجدنا نتحجج بغلاء الأسعار وجشع التجار والأسواق ..

كل ماسبق لا أعممه على المجتمع فهنالك من يقف عاجزًا عن تلبية هذا الاحتياج ، وفي ذلك ما يغني عن كلامي وهو كلام علمائنا الأفاضل ، ولكن بلادنا لازالت بخير ونحن نرفل في زحام من نعم الله علينا .

ختامًا .. يجب علينا أن نحدد الأهداف ونخطط ونراعي هذه الفترة الزمنية ، فحياة المسلم كلها خير واعتدال “وخير الأمور أوسطها”.

 

 

 محمد جابر الشهراني
كاتب ومحرر – خريج جامعة الملك خالد 

 

 

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *