تعكف جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” ومن خلال أبحاثها العلمية المبتكرة على توظيف الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على أنواع الأسماك بالبحر الأحمر، وتقييم استدامتها من خلال أساليب مختلفة تعتمد على البيانات؛ حيث يمكن لتلك الخوارزميات تحليل كميات كبيرة من البيانات المتعلقة بتجمعات الأسماك وممارسات الصيد والعوامل البيئية.
وتقوم الجامعة من خلال معالجة هذه البيانات؛ بتحديد الأنماط والاتجاهات التي تساعد في تقييم استدامة مصايد الأسماك، إلى جانب تطبيق تقنيات مثل التعلم الآلي على البيانات التاريخية لتطوير النماذج التنبؤية لتقدير مستويات المخزون السمكي في المستقبل، وتقييم تأثير ممارسات الصيد، والتنبؤ باستدامة مصايد الأسماك بمرور الوقت.
وبينت أنه من خلال دمج البيانات من مصادر مختلفة, بما في ذلك سجلات الصيد، وأنظمة مراقبة السفن، ومعلومات السوق، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تحديد أنشطة الصيد غير القانونية وغير المبلغ عنها وغير المنظمة، وتقديم رؤى حول استدامة سلسلة التوريد الشاملة، إضافة إلى استخدام تلك التقنيات في مساعدة صانعي السياسات وتجار التجزئة للمأكولات البحرية والمستهلكين في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن خيارات الأسماك والمأكولات البحرية، من خلال توفير البيانات والتحليلات في الوقت الفعلي.
وأشارت إلى أنه من خلال هذه الدراسات البحثية يمكن تصنيف الأسماك حسب قيمتها الاقتصادية، ومدى سرعة نمو أعدادها، ويُتوقع أن تساعد هذه التقنية صنّاع القرار، على تحديد الأنواع المعرضة لمخاطر التدهور المحتملة في أسرع وقت ممكن، كما تساعد الباحثين في تحديد أولويات جهودهم.
يذكر أن جامعة “كاوست” وضمن المشاريع المدعومة من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة، تُجري البحوث العلمية بدأب؛ لتعزيز إدارة الصيد، وتأمين مستقبل هذا المصدر الغذائي الحيوي؛ حيث يتطلب الصيد تحقيق التوازن بين معدل النمو السريع لكل نوع من الأسماك، وكمية ما نأخذه منها أثناء الصيد.