هل توقعت يومًا أن يكون زواجك عبارة عن إحدى مراحل لعبة إلكترونية؟!
يبدو أنه هكذا أصبح الزواج عند بعض الذين ينساقون خلف مشاعرهم دون وعي وكأنهم لا يبصرون الطريق.
جاءني أحدهم يشكو من أمر أخيه:صعقنا ذات يوم بصوت صراخ أمي وأخي،فذهبنا مهرولين لنستوضح الأمر:ماذا حصل؟ما سبب هذا الصراخ؟
لتخبرنا أمي أن أخي الصغير الذي لم يتجاوز مراحله الدراسية يطلب الزواج من فتاة أجنبيه من إحدى الدول الغربية، لا تربطه بها ثقافة ولا لغة ولا دين!
كيف تعرفت عليها؟ دعنا نفهم الأمر!
وما مدى معرفتك بتربيتها وشخصيتها؟ ماذا تعرف عن أخلاقها؟
أجاب:الموضوع مسألة وقت، عرفتها من خلال لعبة إلكترونية!
هل أنت جاد؟ لعبة ؟
نعم
إذن الآن تخبرنا أن اللعبة انتهت باتفاقكما على الزواج، وعلينا أن نخضع لمطلبك غير العقلاني،وتهدد إن لم نقبل ستترك المنزل وتهاجر!
ألا تعلم إنك لا دخل لك تعيش منه، ولا مسكن قادر على توفيره،ولا تنطبق عليك شروط قبول الزواج من الأجنبية!
إن قبلنا جدلًا بما تقوله!
هذا هو التعلق المرضي غير المنطقي،ولا أجد له مقومات النجاح!
دعنا نفهم ما هو التعلق؟ومن ثم نفهم ما هو الزواج ربما تعي ما أنت مقبل عليه وتتراجع!
الزواج ليس إحدى مراحل اللعبة!
التعلّق المرضي هو ما يصفه البعض بأنه اضطراب بنوايا حسنة، حيث يختبر الأشخاص الذين يعانون من التعلّق المرضي بالآخرين تفاقم سلوكيات قهرية ويبدؤون في إظهار اعتماد غير صحيّ على الآخرين لتلبية احتياجاتهم العاطفية.
ما أعراض التعلّق المرضي؟
صعوبات في اتّخاذ القرارات، وصعوبات في تعريف مشاعرك.
مشكلات في التواصل مع الآخرين.
الخوف من الهجر.
اصطلاحًا،الزواج عادة ما يعني العلاقة التي يجتمع فيها رجل (يدعى الزوج) وامرأة (تدعى الزوجة) لبناء عائلة، والزواج علاقة متعارف عليها ولها أسس قانونية، ومجتمعية، ودينية وثقافية، وفي كثير من الثقافات البشرية يُنظر للزواج على إنه الإطار الأكثر قبولًا.
هو ميثاق تراضٍ وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرّة برعاية الزوجين.
إذًن هل تعي أن عواطفك قد تكون غير ناضجه ووقتيه ثم تتغير وتجد أن قرارك خاطئ، لأن هذا القرار لم ينبنِ على أساس صحيح تجعل من نسبة قيامة ونجاحه متوافرة.
الزواج لم يكن لأجل التسلية، ولا مرحلة نقاهة الزواج سكينة واستقرار وتراحم، فلا يختلط عليك الأمر بين الزواج ومغامرات اللعبة، فالمشاعر العابرة لا تكفي لتبني عليها قرار الزواج.قال تعالى:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)[ (سورة الروم: الآية 21)
أنور بن أحمد البدي
مقالات سابقة للكاتب