نعم ..
تخيل !…
اننا في زمن التكنولوجيا والمعرفة وهو عالم يحيط بنا من كل اتجاه
ونتحدث عن محو الأمية..!
وما قصدت ..
محو أمية القراءة والكتابة او محو الأمية في التعامل مع التطبيقات والبرامج المعرفية التي اصبحت مستعرة بشكل يفوق الوصف ..
بل
عن نوع آخر ..
افقدنا بريق المشاعر والاحساس بالآخرين
والحرص على جبر خواطرهم
وجرين بالانسانية الى منحدر خطر ..
فاصبحت العلاقات بلا نظام شرعة ومنهاجا…
إنها الأمية في العاطفة..
إتجاه الخطير يؤدي الى حجم غير طبيعي من الكوارث في العلاقات الانسانية مستقبلا
لن تنعم بإبن بار ..
ولا بزوج حنون ..
ولا بزوجة ساكنة ..
ولا بوالدين حريصين على مستقبل ابناءهم..
ولا إخوة متحابين .. قلوبهم على بعض ولبعض ..
ستكون المشاعر مبعثرة ..
غائمة طوال العام .. جافة على مدار الدهر .. تتصف بالسأمه.. فلا اوراق خضراء ولا أنهار تجري ولا طيور تحلق ولا ثمار تُجنى…
ستجف منابع الرحمة ..
وسيتصف كل من يحمل مشاعر الاحتواء والسؤال والاحساس بالآخرين بالغريب..!
بدون العاطفة ..
ستكون المودة والألفة والاحترام لدى قناعات البعض صورة من صور الاذلال للنفس والذات!!
وعندما يمضي الوقت على هذا النوع من الحالات من علاقاتنا الانسانية وهي في حالتها الغير مستقرة أو مألوفة سنصبح مثيرين للشفقة.
والنبل بجماله ..
والاخلاق بمحتواها
ستكون بلا هوية
فلا قلوب تؤمن ولا جوارح تشهد !
ما علم ذاك العنيد وتلك الرعناء في المعتقد والافكار بأن العاطفة في باطنها وظاهرها النجاة ليبقوا في زمرة البشر.. وكفى بذلك وساما ..
عبدالله عمر باوشخه
مقالات سابقة للكاتب