السعلي في خليص !

التقيتُه عند محطة الصفوة  بعد أن صلينا العصر جماعة , وكان صديقي  يحمل أضمامة  أوراق بين يديه وبدأ يقرأ علي سردا مرة ومرات  شعرا ينفث فيه من روحه ليسقط على قلبي ” اثنين ، اثنين ” تماما مثل عَرضتنا الجنوبية.
أقصد  قرائي الأعزاء بيتين بيتين !
نرشف القهوة ونبادل الضحكات مع أبطال قصائده ” الأفاعي ” –  أستغفرُ الله –  من النواعم طبعا  بيني وبينكم هُسّ  ” أشعرُ أن كعبَ زوجتي يقترب رأسي كلما أذكر الأفاعي بسم الله علينا وعليكم “!
المهم كنتُ صامتا ربما متضجرا ربما صدقوني لا أعرف كنْه ما أشعرُ به حقاً مضينا, بصراحة الوقت يمرّ بطيئا عليّ وعلى صاحبي سريعاً صدّع رأسي وكدتُ أقذف ما شربته من فناجين القهوة التي لم تنضج بعد – أكرمكم الله – أّوّاه أخيرا الحمد لله بتّنا قريبين منها , وما إن لفّ رأسي يمنة ويسرة على مشارف هذه المحافظة حتى تصفّد العرق من جبيني مستغربا !
مزارع خضراء يانعة القطاف , حلم محافظة بمواصفات مدينة , مبان قديمة يعبق منها التراث , حضارة بِكْر لم تدنسها يد عابث , مشاريع قائمة تعدُ بمستقبل مشرق واعد , نعم خليص إنها جنّة الله في الأرض , كنزٌ لم يسثمر بعد أي وربي !
المهم أعرف أني أثقلت عليكم اقتربنا قليلا تدحرجنا بسيارة صديقي التي اعتراها عسر هضم , مما أثار انتباهي كثرة المطبات هنا قفز كالملدوغ يا سعلي وين مركز الرواد –  يا خي طفشت –  قالها ضاحكا وربما استبطن حديثا أسرّه إلى نفسه قائلا ” وش دخلني أنا في أمسية قصصية بطلها السعلي وطول الطريق وسيارتي ”  المهترئة ” !
طلبت منه الوقوف لأسأل بعض أهلها وهنا نعم وقعنا مع صديقي في حيص بيص بالقوة أفلتنا منهم تصدقوا أن كل واحد منهم يحلف بأن العشاء في بيته عندما عرفوا أننا ضيوف على محافظة خليص فقط !
الحمد لله أقنعناهم بأننا سنمر بعد الأمسية وعندها لكل حادث حديث , العجيب بالفعل أني وصديقي كنّا خائفين على الأمسية وأن يحكم عليها بالفشل لقلة الحضور كما في أمسيات الأندية الأدبية البعض منها , لكن هيهات هييهات لما تتوقعون ما حصل !
جمهور غفير مثقف من أدباء خليص , تفاعل غريب جدا من خلال النصوص التي ألقيت على مسامعهم واعتراني بعض الخوف لكن كل ذلك  تبدّل بالرضا والاستحسان والتصفيق ليس على خدّي لا . لا . لا بل لما ظنّوا بما قلتُ حُسْنا
رجعنا بعد الأمسية ونحن كتمساح , عينيه كرادار يرقبا كل شيء ونتسائل
هل ما وعدنا تلك الثلة من الكرماء من محافظة خليص لم يزالوا قابعين في أمكانهم في انتظارنا ؟!
نعم خليص جنّة الله في الأرض , أهلها كرم حاتمي , شجاعة إقدام تفرّد في كل شيء وليت عمري هل سأعود إليها هذه المرة شاعرا !!
” بيني وبينكم إن حصل فعطلاق لن آخذ صديقي معي وبقهوته التي كادت تخرب يومه كله ” لولا خليص وأهلها وجود أنفاس عطرهم أعادتني شامخا مرفوع الرأسي وكل من سألني ….
يا سعلي كيف أمسيتك القصصية في خليص بالله ؟
عندها سأقول متبخترا أمسية رائعة ماتعة سامقة لأني كنت في جنّة الله في أرض محافظة خليص وكفى ……
وهذا ما نغرم به وعفا كم وعفا سامع !
ها قولوا سلمت ؟.

 

علي بن حسين الزهراني السعلي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *