حينما توحد شتات جزيرة العرب لتصبح بالتوحيد “المملكة العربية السعودية” على يد الملك الموحد الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة،فإنه قد سار على نفس منهاج من سبقه في تأسيس هذا الكيان من أجداده منذ بداية نشأة هذه الدولة المباركة والتي أعزها الله إذ رفعت شأن كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتبنت العقيدة الإسلامية الصحيحة التي تقوم على إعزاز التوحيد ونبذ الشرك وتحكيم الشريعة، فمكن الله لها جيلاً بعد جيل،ومع كل ما واجهته من حروب من أعداء الحق لإزالتها،لكن وعد الله أصدق وأحق وهو القائل “وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”،ويقول تعالى “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ “،ولذلك لما أعاد الملك عبدالعزيز قدس الله روحه في الفردوس الأعلى لما أعاد تأسيس المملكة ووحدها في مرحلتها الثالثة التي نتفيأ ظلالها وننعم بأنعام الله عليها فقد رفرف علمها عالياً بكلمة التوحيد،وبرز اسمها مرفوعاً في محافل الأمم،وفاقت بولاتها وأبنائها بتفوقها بانقيادها لشريعة ربها، لتتحطم دون عتباتها كل مكائد المتربصين،ولتستقي من خيراتها أيادي المعدمين، ولترتاح في واحاتها معاناة المغتربين الواهبين من خيراتها لمن وراءهم من أهل ودول،وإنما شكرنا لربنا ثم لولاتنا نعززه بأن توحيدنا غذاؤنا لقوتنا،وقوتنا حمى وحدتنا،وحسبنا ربنا وحده قد جعلنا توحيده مرفرفاً علياً في قلوبنا،وروحاً نعيش بأكنافها أينما كنا،ومعنىً تطبيقياً نراه بأم أعيننا في كل لحظة من حياة وطننا،وما ذلكم الموقف التوحيدي العميق عنا ببعيد لما نأى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الملهم محمد بن سلمان حفظه الله نأى بعقيدته أن تدنس مستحضراً ومطبقاً قول الحق سبحانه(وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)،إنه التوحيد يسري في قلوب المؤمنين،إنه التوحيد تمضي على سبيل الحق إليه خطى المتقين، والرؤية المحمدية قد استلهمت من رؤية التوحيد توحيد الجهود وطمس الجمود وكسر القيود تحرراً من عبودية غير الله فتوحدت القلوب نحو خالقها والصفوف خلف قائدها،لتمضي قدما كما بدأت أمداً حين وحد الله شملها ولمّ شتاتها وجمع فرقتها خلف إمام واحد دانت له البلاد بالسمع والطاعة وما زالت على ذلك حتى غدى فينا سلمان الملك أيده الله ووفقه وولي عهده محمد،نعيش فيها ولو بعدنا عنها وملء قلوبنا وجوارحنا وأفواهنا حمد الله وشكره وسؤاله سبحانه أن يحفظ علينا إيماننا وإسلامنا وولاتنا ووولاءنا،وسلمنا وأمننا،واستقرارنا ورخاءنا، واستقامة أمرنا على ما يرضيه عنا،ويدحر كل من عادانا إنه ولي ذلك والقادر عليه فحيعلا التوحيد وأهلاً به في ربوع بلادنا العظيمة بعظمته وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ومن والاه.
المدير العام السابق لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية
عبدالله اللحيدان
مقالات سابقة للكاتب