من أصعب المهمات على المفكر والمؤلف تناول شخصية يجلُّها ويقدِّرها، وتمثِّل القدوة والأنموذج، بكل تجرد وموضوعية دون أن تؤثر فيه العواطف، فمقام أحد رجالات الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ الأمير تركي بن أحمد السديري، وشخصيته البطولية الآسرة، هي أعظم وأشمل من أن تُدوّن في كتاب واحد، بسبب عبقريته وتعدد صفاته ومساهماته وجهوده وأفعاله في جميع الميادين، إلا أن الدكتور أحمد بن عبدالله يحيى العرف عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم، خاض التحدي الصعب بكل حيادية واستقلالية، وبانضباط مع القواعد البحثية والعلمية، أثناء تأليفه أحدث إصدارات مؤسسة التراث غير الربحية عن شخصية الأمير تركي بن أحمد السديري، في كتاب وصفه بأنه يتناول سيرة فارس مقدام، وسياسي وإداري حكيم، خدم الدولة طيلة حياته، وكان أحد البُناة المؤسسين والرجال المخلصين الذين رافقوا الملك المؤسس عبد العزيز – طيّب الله ثراه – في مسيرة التوحيد، واعتمد عليه في كثير من المهام.
وقال المؤلف: ” إن الكتاب الذي استغرق إنجازه نحو 6 أعوام، يحتوي على وثائق وصور بعضها يُنشر لأول مرة “.
وفي احتفائية بهية أنيقة تشرفت بحضورها في عاصمتنا الحبيبة، وبحضور كوكبة من المثقفين والمهتمين، دشّن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث، كتاب ” الأمير تركي بن أحمد السديري.. سيرة وتاريخ ” في معرض الرياض الدولي للكتاب.
احتفى أهل الثقافة وأصحاب الاهتمام في الشأن التاريخي بالإصدار الجديد لمؤسسة التراث غير الربحية، المليء بالمعلومات، الذي يركز على زوايا مختلفة لشخصية استثنائية تتصف بغزارة وتنوع أفعالها ومساهماتها الفريدة ومنجزاتها المتعددة، ويكفينا في ذلك ما قاله الأمير سلطان بن سلمان بأنه أحد أولئك الذين أخلصوا لهذا الوطن وعملوا وضحوا من أجل رفعته، وأحد البُناة الأساسيين والرجال المخلصين الذين اعتمد عليهم الملك المؤسس عبد العزيزـ طيّب الله ثراه ـ كما اعتمد أئمة الدولة السعودية على آبائه وأجداده من قبله، فأظهروا إخلاصهم ومقدرتهم على القيام بالأعمال الجسيمة والمهام الصعبة، وتجاوز تحديات وظروف شاقة جعلت مهماتهم أشبه بالمستحيل.
الكتاب الذي سيتم إطلاقه في غضون شهر بالأسواق يمثل رحلة تاريخية ماتعة، وإضافة جميلة راقية للمكتبة السعودية والتاريخ الوطني، بما يكتنزه من تفاصيل ورسائل ومعان تعزّز الفخر والانتماء والولاء.
سيرة هذا البطل المغوار ـ بلا شك ـ تمثل جزءاً مهماً من تاريخ توحيد وطننا، ولهذا اختارته مؤسسة التراث غير الربحية عنواناً يأتي بعد احتفالنا باليوم الوطني الـ 93 لسعوديتنا؛ لتؤكد أننا وطن يحترم تاريخه ويحترم رجاله الأوفياء الذين أحبوا هذا الوطن، ولتقول لنا جميعاً مؤسسة التراث غير الربحية عبر باعث التاريخ والتراث الأمير سلطان بن سلمان إن كل أفعال إيجابية للوطن ستبقى خالدة في تاريخ أجيال المستقبل.
عاشت سعوديتنا، وعاش مواطنوها أعزاء معززين مكرمين في وطن المكارم، وعاشت قيادة وطننا شامخة يحيط بها العز في كل زمان ومكان.
مقالات سابقة للكاتب