مجتمعنا يقوم على قوانين و سلوم في أغلبها متوافقة مع تعاليم الإسلام الحنيف ، و منذ القدم للكبير جاه و كلمة و احترام في أوساط مجتمعه ، و لعل نسيج الأسرة و المجتمع العربي ساعد في بروز هؤلاء الكبار و قوة كلمتهم فهم يحمون مايقولون ، و أفراد المجتمع لا يكسرون لهم رأي و من أراد ذلك منعه المجتمع و وقف ضده .
و لأن مبدأ العدالة موجود فلا يتم أمر إلا بقانون و أعراف متعارف عليها بين الناس ، و هكذا أعتدل حال المجتمع كفاية و وقف كل معتدٍ أو ظالم عند حده و إن زاد زادوا.
و مرت الأيام و اختلف الزمن و تمدن الناس و اختفت الحاجة بين أفراد المجتمع لبعضهم؛ لرغد العيش و استقلال الفرد عن مجتمعه في كثير من الأمور و بقيت تلك العادات الأصيلة الحميدة في حياة الناس منهم من يطبقها و منهم من يهملها أو يهمل بعضها.
و لكن أبرز ما يؤسف عليه هو ضياع احترام الكبار و عدم قدرتهم على ضمان كلمتهم بل قد ترمى … (و أعتذر) ، و لكنهم نجوم في سماء أخفتها عقول لا تعقل و لا تعترف بأهميتهم كصمام أمان للمجتمع و كمصلحين ، فأصبحوا لا مشورة لهم و لا رأي بين صغار العقول و الأعمار و هذا أمر مؤسف جداً.
حتى وصل الحال أن تجد الأب لا يستطيع أن (يربط) أو يحمي كلمة تكفل بها في أمر يخص أولاده أو الأخ الكبير ، أو كبار المجتمع فهم يعرفون أنهم يضعون أنفسهم في موضع لا يحسدون عليه.
عندما تتفشى ظاهرة عدم احترام الكبير القدوة و ترمى مكانتهم عرض الحائط فقل على أفراد المجتمع السلام .
خاتمة :
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، و يعرف حق كبيرنا” .
كاتب حرف
مقالات سابقة للكاتب