122 مليارا تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة

في إطار منهجية جديدة لحصر ونشر البيانات، اعتمدتها المملكة العربية السعودية خلال شهر أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الاستثمار اليوم إحصاءات محدثة لوزارة الاستثمار المباشر في السعودية.

وتعتمد المنهجية الجديدة، التي أقرها صندوق النقد الدولي، وأشادت بها منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، على تحليل القوائم المالية للوصول إلى إحصاءات سنوية عالية الدقة، مقارنة بالمنهجية السابقة التي كانت تعتمد على احتساب تراكم التدفقات بناء على التقديرات.

وجاءت المنهجية الجديدة، والأرقام المحدثة للاستثمار الأجنبي المباشر، بعد نحو 18 شهرًا من العمل المشترك بين وزارة الاستثمار، والهيئة العامة للإحصاء، والبنك المركزي السعودي، وبعد التأكد من تماشيها مع أفضل الممارسات العالمية، المتمثلة في دليل ميزان المدفوعات ووضع الاستثمار الدولي، الصادر عن صندوق النقد الدولي.

وكجزء من عملية تحديث البيانات، في إطار المنهجية الجديدة، قام فريق العمل بجهود حثيثة لتحليل بيانات أكثر من 10000 شركة أجنبية، من واقع أكثر من 70000 قائمة مالية، تشمل الأعوام من 2015 إلى 2022م. وقد أسهم هذا الجهد في الوصول إلى النتائج المحدثة باستخدام المنهجية الجديدة على النحو الآتي:

بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2015م 413 مليار ريال، وعام 2016م 508 مليارات ريال، وعام 2017م 514 مليار ريال، وعام 2018م 562 مليار ريال، وعام 2019م 576 مليار ريال، وعام 2020م 585 مليار ريال، وعام 2021م 670 مليار ريال، وعام 2022م 775 مليار ريال. فيما بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2015 م 64 مليار ريال، وعام 2016م 111 مليار ريال، وعام 2017م 27 مليار ريال، وعام 2018م 71 مليار ريال، وعام 2019م 32 مليار ريال، وعام 2020م 30 مليار ريال، وعام 2021م 100 مليار ريال، وعام 2022م 122 مليار ريال.

وبالرغم من تأثير جائحة “كوفيد-19“، أظهرت البيانات المحدثة ارتفاعًا إيجابيًّا ومتصاعدًا في رصيد وتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية منذ إطلاق رؤية “السعودية 2030”.

وبموجب المنهجية الجديدة الأكثر دقة، بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر 775 مليار ريال (207 مليارات دولار) في عام 2022م؛ وهو ما يجعل السعودية في المرتبة الـ16 بين اقتصادات دول مجموعة العشرين، ويمثل تصحيحًا بالخفض للبيانات التي قُدرت في ظل المنهجية السابقة بنحو تريليون ريال (269 مليار دولار)؛ الأمر الذي يعكس بدقة، من خلال الأرقام المحدثة، واقع الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصاد السعودي، ويؤكد مدى الشفافية التي تتبعها السعودية في احتساب مؤشراتها.

أما تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر فقد بلغت بموجب المنهجية الجديدة نحو 122 مليار ريال (33 مليار دولار)، خلال عام 2022م، وهو ضعف تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2015م، الأمر الذي يجعل السعودية في المرتبة الـ10 بين اقتصادات مجموعة العشرين في عام 2022م. وتأتي هذه التدفقات المحدثة تصحيحًا لما تم نشره في ظل المنهجية السابقة التي قدرتها بنحو 30 مليار ريال (8 مليارات دولار).

وبمناسبة إصدار البيانات المحدثة، صرح معالي وزير الاستثمار، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، بأن السعودية ملتزمة بخلق بيئة استثمارية، تعد الأفضل عالميًّا من جميع الجوانب، بما في ذلك العمل على منهجية شفافة وعالمية المستوى لتجميع واحتساب إحصاءات الاستثمار الأجنبي المباشر.

وأضاف معاليه قائلاً: “يدخل المستثمرون السوق السعودية بثقة؛ لأن اقتصاد السعودية هو الأكبر حجمًا في الشرق الأوسط والعالم العربي، وهو أحد أكبر عشرين اقتصادًا في العالم. وكذلك لأن السوق السعودية تتميز بالنمو السريع، والموقع الاستراتيجي، الذي يوفر منصة ممتازة للوصول إلى أسواق نشطة ومتنامية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه. كما أن البيانات المحدثة المنشورة وفق المنهجية الجديدة، إلى جانب برامج ومبادرات التواصل مع المستثمرين، ستتيح لنا الاستجابة لمتغيرات بيئة الاستثمار، وإدخال التعديلات اللازمة لجذب المزيد من المستثمرين، والمحافظة على علاقتنا معهم”.

الجدير بالذكر أن الوصول إلى بيانات عالية الجودة يُعد أمرًا جوهريًّا لمتابعة أداء الاستثمار، الذي مثل نحو 25% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في عام 2022م. ومن المتوقع أن يصل إلى 30% بحلول عام 2030م.

وإضافة إلى كون المنهجية الجديدة أكثر دقة فهي تضمن حصول المستثمرين على بيانات عالية المستوى، من حيث دقتها وتفاصيلها؛ إذ يمكنهم الاستناد إليها في قراراتهم الاستثمارية؛ إذ ستتيح البيانات المحدثة الفرصة للاطلاع على أكثر من 20 مؤشرًا جديدًا، تتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر، بما في ذلك رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر، وتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للداخل، حسب النشاط الاقتصادي، وبلد المصدر، والبلد المسيطر، والمناطق الإدارية في السعودية. وسيساعد هذا بدوره على تحديد الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاعات غير النفطية ذات الأولوية، وكذلك على جذب المزيد من المستثمرين.

وستتاح السلسلة المحدثة من إحصاءات الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة العربية السعودية (ربع سنوية وسنوية) للاطلاع عليها بتفاصيلها الكاملة عبر الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للإحصاء قبل نهاية هذا العام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *