سيدي الموظف !

طلب الرزق (العمل) مطلب ضروري و أمر شرعي ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) ، و لكن إذا توفر هذا الطلب يجب أن تعمل فيه بإخلاص و تفاني؛ حتى يبارك الله لك في ذلك الراتب أو الدخل الذي يأتيك من العمل الذي تمارسه.

فصاحب العمل الحر ليس له دوام متقيد به و لكن ينبغي له أن يراعي حاجات الناس و يحرص على قضاءها ، أما الذي يعمل في الدوائر الحكومية (موظف) فإنه مرتبط بدوام محدد ﻻيملك منه ثانية لقضاء أموره الخاصة إﻻ حسب النظام المتبع في الدائرة التي يعمل بها ، و أن ذلك الوقت ملك للمراجع فالنظام العام يحفظ للمواطن حقه و وقته وكرامته .

لكن اليوم .. نجد أن حق و وقت المواطن شبه ضائع في بعض الدوائر بسبب تغيب هذا الموظف أو ذهابه في أمر خاص به ، و عدم وجود من يخدم ذلك المراجع ، مما يسبب له الحرج في بعض الأحيان أو يعود عليه بخسارة أحياناً أخرى؛ و هذا ما ﻻيرضاه ذو ضمير حي أو مقدر لمشاعر الناس ، فهذا السلوك الذي تنفر منه النفس يسبب لها عُقَد من الوظيفة و من الموظفين ، مع العلم أن هناك موظفون يستحقون الشكر و التكريم و الثناء .

هذا الموظف الذي انخرط في سلك الوظيفة كان من قبل شغوف عليها و ينازع من أجلها و يقسم الإيمان على الإخلاص إذا ماتوظف ، و ها هو يحصل على الوظيفة و ذهبت كل الوعود أدراج الرياح ، و أصبح يعطل مصالح الناس بل و أحياناً يسخر من المراجع و يقلل من شأن معاملته.

و أتساءل .. ألم يدرب هذا الموظف على فنون التعامل مع الناس و احترام حقوق اﻵخرين ؟! .. ألم يعلم بشرف العمل و الوظيفة ؟! .. و قبل ذلك كله أليس لديه وازع ديني يردعه و خوف من الله يمنعه من مثل هذه التصرفات ؟! .. و إذا لم يكن لديه شئ من ذلك أين الرئيس المباشر و أين المسؤول الغير المباشر و أين هيئة الرقابة العامة ؛ فإذا غاب ذلك كله فإن الرقيب الأعظم موجود و سوف يعطي كل ذي حق حقه ( وقل اعملوا فسير الله عملكم ورسوله ) .

و ختاماً .. أعتقد أن أغلبكم مر بمثل هذا الموظف في أكثر من جهة حكومية .. فما الحل الناجع لمثل هذه الظاهرة السيئة الكثيرة الانتشار ؟؟ ..

همسة :

( إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ).

عبد ربه المغربي

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “سيدي الموظف !

أبو تركي

مقال جميل يحكي الواقع وأشكر الكاتب على الموضوع

وأتمنى منه مقال آخر ينطلق بنا إلى خارج الصندوق لنرى لماذا أصبح الموظف هكذا ومن أثر عليه ليكون هكذا

لا يوجد في الغالب موظف لا يريد العمل ولكن المؤثرات التي تجعله ساخطا وينفجر على الجانب الأضعف وهو المراجع
من أوجدها

كم أتمنى أن يوضع مؤشر في كل دائرة مدى رضى المراجع عن الخدمة التي راجع فيها وتقييم الخدمة والتعامل والتواجد ويربط بالترقية والحوافز

التفكير من خارج الصندوق يحل مشكلة من في الصندوق
وأخيرا
حفظ الله الدين ثم المليك والوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *