طلب الرزق (العمل) مطلب ضروري و أمر شرعي ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) ، و لكن إذا توفر هذا الطلب يجب أن تعمل فيه بإخلاص و تفاني؛ حتى يبارك الله لك في ذلك الراتب أو الدخل الذي يأتيك من العمل الذي تمارسه.
فصاحب العمل الحر ليس له دوام متقيد به و لكن ينبغي له أن يراعي حاجات الناس و يحرص على قضاءها ، أما الذي يعمل في الدوائر الحكومية (موظف) فإنه مرتبط بدوام محدد ﻻيملك منه ثانية لقضاء أموره الخاصة إﻻ حسب النظام المتبع في الدائرة التي يعمل بها ، و أن ذلك الوقت ملك للمراجع فالنظام العام يحفظ للمواطن حقه و وقته وكرامته .
لكن اليوم .. نجد أن حق و وقت المواطن شبه ضائع في بعض الدوائر بسبب تغيب هذا الموظف أو ذهابه في أمر خاص به ، و عدم وجود من يخدم ذلك المراجع ، مما يسبب له الحرج في بعض الأحيان أو يعود عليه بخسارة أحياناً أخرى؛ و هذا ما ﻻيرضاه ذو ضمير حي أو مقدر لمشاعر الناس ، فهذا السلوك الذي تنفر منه النفس يسبب لها عُقَد من الوظيفة و من الموظفين ، مع العلم أن هناك موظفون يستحقون الشكر و التكريم و الثناء .
هذا الموظف الذي انخرط في سلك الوظيفة كان من قبل شغوف عليها و ينازع من أجلها و يقسم الإيمان على الإخلاص إذا ماتوظف ، و ها هو يحصل على الوظيفة و ذهبت كل الوعود أدراج الرياح ، و أصبح يعطل مصالح الناس بل و أحياناً يسخر من المراجع و يقلل من شأن معاملته.
و أتساءل .. ألم يدرب هذا الموظف على فنون التعامل مع الناس و احترام حقوق اﻵخرين ؟! .. ألم يعلم بشرف العمل و الوظيفة ؟! .. و قبل ذلك كله أليس لديه وازع ديني يردعه و خوف من الله يمنعه من مثل هذه التصرفات ؟! .. و إذا لم يكن لديه شئ من ذلك أين الرئيس المباشر و أين المسؤول الغير المباشر و أين هيئة الرقابة العامة ؛ فإذا غاب ذلك كله فإن الرقيب الأعظم موجود و سوف يعطي كل ذي حق حقه ( وقل اعملوا فسير الله عملكم ورسوله ) .
و ختاماً .. أعتقد أن أغلبكم مر بمثل هذا الموظف في أكثر من جهة حكومية .. فما الحل الناجع لمثل هذه الظاهرة السيئة الكثيرة الانتشار ؟؟ ..
همسة :
( إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ).
عبد ربه المغربي
مقالات سابقة للكاتب