“نجم الدين صانع العطور” في مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية

في إطار فعاليات مختبر السرديات التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية؛ نظم المختبر ندوة ثقافية بقاعة (الأوديتريوم) لمناقشة رواية “نجم الدين صانع العطور” للكاتبة السعودية ريم عبد الباقي. حيث ناقش الرواية كلٌ من النقاد: د. أسامة البحيري (الغربية) د. حمدي سليمان (الإسماعيلية)- د. رائدة علي أحمد (لبنان) – د. محمد شعبان دياب (القاهرة). وأدار اللقاء الأديب منير عتيبة مؤسس ومدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية.
وقد تناول النقاد الرواية من زوايا مختلفة؛ حيث أشار د. أسامة البحيري إلى الفضاء المكاني والزماني الواسع في الرواية؛ وإلى التنوع (الكوزموبوليتاني) في المدينتين الرئيسيتين التين شهدتا أحداث الرواية وهما المدينة المنورة واسطنبول، واهتمت د. رائدة علي بالبعد الإنساني في الرواية وما تحمله من عواطف جياشة في معظم أحداثها ومفاصلها؛ خاصة وأن بطلها يفقد أمه عند ولادته ثم يفقد أباه بالرحيل ويفقد عمته بالزواج؛ ويتشتت في الأسفار من مجهول إلى مجهول مما يثير تعاطف القارئ؛ كما أشارت إلى الجهد البحثي الكبير المبذول في الرواية؛ وهو ما اتفق معها بشأنه سائر النقاد.

أما د. حمدي سليمان فقد ألقى الضوء على البعد التاريخي والاجتماعي في الرواية؛ نظرًا لما تناولته من أحداث كبيرة ومفصلية في التاريخ؛ كالحربين العالميتين ومأساة التهجير (السفر برلك)؛ وثورة أهل المدينة المنورة على واليها؛ مما جعل بطل الرواية يبدو شبيهًا بشخصيات البطل الشعبي، وختم د. محمد شعبان دياب القراءات النقدية للرواية بالحديث عن البعد الإنساني؛ حيث تنقلت الرواية بين المدينة واسطنبول والهند والخليج ودمشق؛ وأن اللغة الأدبية الراقية للرواية وما حملته تفاصيلها من أحداث يرشحها للعالمية؛ وأوصى لترجمتها إلى عدة لغات وأهمها الإنجليزية.

ثم أعطيت الكلمة لمؤلفة الرواية لأديبة السعودية ريم عبد الباقي؛ التي أبدت سعادتها بوجودها في مكتبة الإسكندرية هذا الصرح الثقافي العريق والمرموق؛ وأبدت امتنانها باحتفاء نخبة من النقاد المتخصصين بروايتها؛ وأضافت أنها كتبت هذه الرواية على مدار ما يزيد عن عامين ونصف؛ وأنها أجهدتها في البحث عن المعلومات التاريخية والجغرافية؛ وأنها استلهمت فكرتها من العنوان وكانت حريصة على الانتهاء منها لكي تقرأها أمها قبل رحيلها رحمها الله، وأشارت إلى أن البطل الحقيقي في الرواية ليس هو نجم الدين؛ بل مجموعة النساء الذين تصدروا القصص التي جمعتها الرواية؛ بما فيهم الأم الغائبة الحاضرة والجدة ملك والزوجة حورية وأخريات مثل مريم وزمردة، ثم كررت الشكر لمختبر السرديات وللنقاد الكرام؛ مؤكدة أها استفادت من طروحاتهم وما ألقوه من إضاءات على روايتها.

وفي الختام فتح باب المداخلات للحضور؛ سواء من الحاضرين في القاعة أو عبر البث المباشر أون لاين على تطبيق ويبكس؛ حيث أشار المداخلون إلى القيمة الأدبية والفلسفية والتاريخية للرواية؛ وإلى ما أضفته عليه الندوة من قراءات عميقة استخرجت المكامن الثقافية العميقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *