افتتح الجلسة الأستاذ/ محمد عبدالرحمن الراجحي قائلاً الحمد الله القائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
واصلي واسلم على رسول الله القائل ” التَّأَنِّي مِنَ اللَّهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ “
التثبت من صفات أصحاب العقل والرزانة، بخلاف العجلة فإنها من صفات أصحاب الرعونة والطيش.
من جانبه تحدث الدكتور/ غسان القين قائلا إنه تحذير لكل مؤمن من إشاعة تفتح أبواب الفتن ، ويصاب منها أناس ظلما . وقد حذر الشرع أشد التحذير من تصديق كل ناقل لنبأ سيئ ، كم مرة وقعنا فى شر أعمالنا بسبب اندفاعنا ، وعدم تريثنا ، ولأننا لم نتأكد من المعلومة التى وصلتنا ولا من مصدرها ، وبالتالى ظلمنا أنفسنا وظلمنا الآخرين ، وارتكبنا حماقات مدمرة ، قبل أن يتبين لنا أننا كنا على خطأ ، وعادة ما نتنبه متأخرين ، بعد وقوعنا وارتكابنا للخطأ نتيجة التسرع ، بعد عبورنا الخط الأحمر حيث لا رجعة أبدا .
وفي سياق الحديث تحدث العميد / سعد الشمراني قائلاً لقد ذم الإسلام العجلة ونهى عنها ، كما ذم الكسل والتباطؤ ونهى عنه , ومدح الأناة والتثبت في الأمور .
ومن النتائج المتعلقة بالذات ، الشعور بالندم ، وهو شعور قاسٍ جدا ، وخطورة الندم أنه لا يمكن الرجوع فيه ، لأننا نندم على ما فات أى أننا لا يمكن تعديله وإعادته إلى ما كان عليه ، والندم من معانيه التأسف والحزن وكراهية ما فعلنا من قبل ، وهذه كلها أمور صعبة ، لأنه مرتبطة بماضٍ قد حدث وتم .
وفي الحديث عن نفس الموضوع أكد المتحدثون جميعاً كل من الدكتور / سليمان النملة والسيد / محمود المحضار و سعادة الأستاذ/ نبيل باعشن بأن هناك جانب آخر مهم يستحق التوقف عنده هو معنى ” الفاسق ” ، لأن البعض يرى أن علينا التشكك فى المعلومة التى يقولها لنا من نعرف عنه ” فسقه ” فى الأمور الدينية فقط ، ولكن ماذا عن الفسق الاجتماعى ؟ ذلك يتعلق بالإنسان الذى يريد أن يوقع بين الناس لمصلحة شخصية ولهدف معلوم لنا أو مجهول وغائب ، لذا من الأفضل التيقن من كل معلومة ، حتى لو صغيرة وتافهة ، فذلك أصوب وأفضل ويحمى الناس من الأذى ويحمى أنفسنا من الندم اعاذنا الله واياكم من الندم وجعلنا من اصحاب التثبت واليقين في الامور كلها .
وأنتهى الحديث في الديوانية بسبحانك اللهم بحمدك نستغفرك اللهم ونتوب إليك .
والله الموفق .