فتاة مخدوعة

جسد مسجى تلون بمساحيق ألوان العذاب، بالضرب والتنكيل.

وعلى القلب آثار سياط اللسان الجارحة حتى أسقطته صريعاً!
خنقته العبرة والقهر، ولم يعد يتحمل الألم وصدره ضاقت أنفاسه.

كانت تحيط به أسهم الشك التي اخترقت سكون حياته،
ذلك الجسد ينسب لفتاة عانت من الضرب والتهميش وتجريدها من أبسط الحقوق، كل ذلك بعد أن قررت الزواج من شخص بدا أنه خيار موفق وزوج سوي، ولكن بعد مضي أربعة أشهر من الزواج كشر عن أنيابه وظهرت علامات علله النفسية، ثم تطورت لتصبح سلوكاً عدوانياً وغضباً غير مبرر، وشك واتهام، ثم التفنن بالكلمات النابية، وتلاها العنف الجسدي:
تقييد اليدين والقدمين، فتهدأ العاصفة ويبدأ التبرير والاعتذار وأنه محب غيور!

تسيطر عليه مشاعر الخوف حتى لا يدرك مرارة تصرفاته، فترضخ الفتاة وتقبل العذر وتسامح تصرفاته بعد كم من الوعود والاستعطاف والاعتذار وإبداء الندم، وأن هذا الجحيم لن يتكرر!

ولا تطول الأيام حتى تسقط تلك الوعود ويتجرد منها فيعود ليسقي الفتاة من كأس العذاب والإهانة، والاستمرار على خداعها والتستر على مرضه النفسي وأنه يتناول علاجات، ومن الصعب أن تحمل خوفاً من تأثيرات العلاجات على الجنين!

صبرت مع كل الألم والقهر، وكانت ضحية الخداع إلى أن فاض منها التحمل وعجز الصبر عن الاستمرار،
حتى جاء الوقت لتوقف نزيف الألم، ليتدخل الأهل وتنفصل وترجع لبيت أهلها بسلام.

كم فتاة عاشت هذه التجربة بسبب الظاهر الطيب والباطن المخفي!

ألم يحن الوقت ليكون الفحص النفسي قبل الزواج مطلباً، والتأهيل للحياة الزوجية للطرفين لنتجنب تكرار قصص الخيبة والفشل في الاختيار التي تعود نتائجه على الأسرة والمجتمع؟
الشك مرض يدمر صاحبه قبل أن يتحول إلى جحيم ينصب على شريك الحياة!

الوسواس حبل مربوط على عنق المريض، والأمراض النفسية اضطرابات تؤثر على مزاجك وتفكيرك وسلوكك.

الاكتئاب، واضطرابات القلق، والفصام، اضطرابات نفسية متسترة خلف ملامح جميلة

– وتختلف وتتنوع في أعراضها وأسبابها ويصعب اكتشافها من الوهلة الأولى ،والمختص هو الذي يمتلك القدرة على اكتشافها ونزع القناع الذي تختبئ خلفه.

ولعلنا ندرك بعض التصرفات الغريبة والسلوك الشاذ، ولكن الجهل بالأسباب يجعل من الصعب علينا تشخيصها، وهنا يختلط علينا الأمر ولا تفرق بين القلق والرهاب والهيستريا والوساوس وبين اضطرابات الشخصية والهوس، وهنا يأتي دور المختص لينتشلنا من الغرق ويخبرنا عن الأسرار الغامضة لتحدد مصيرنا في الارتباط.

 

 

أنور بن أحمد البدي

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “فتاة مخدوعة

غير معروف

مبدع يااستاذ منير

غير معروف

قصة جميلة 👍

بدوي ضايق صدره

الواقع ملئ بمثل هذه النماذج الظاهر طيب والباطن اسوء من السيئ وحسب علمى بان فحص ما قبل الزواج للامراض الوراثيه والمعديه وانه لا يتضمن فحص المخدرات وتقييم السلوك النفسي وهذه اشد فتكا من الامراض الوراثيه لان الأمراض الوراثية هناك احتمال للانتقال اما السلوك النفسي والمخدرات دمار شامل نتيجته محققه ومن ابتلي بمرض نفسي فالحمدلله الطب النفسي في تقدم والعلاج ماهو عيب ولا معيب يتعالج وتزين اموره بإذن الله وحرام يعذب انسانه كل ذنبها معاه تسعى لبناء اسره نتقي الله في بنات الناس اذا ولدك مريض نفسي عالجه واذا مبتلي بالمخدرات مستشفيات علاج الادمان موجوده والعلاج يتم بسريه وبعدين اللي بيسئلونكم عن ازواج بناتهم اثناء الخطبه اتق الله واشهد بالحق وما تعرفه بكل امانه. لا تقول ابوه طيب لان اللي بتزوج الولد ماهو ابوه. والله مره واحد سئلنى عن صاحبي كيف اخلاقه قلت شوف باختصر لك الجواب في كلمتين لو عندي ميه بنت وما يتم زواجهم الا اذا زوجته لا والله ما زوجته. هذا راي وانت اسئل المهم ما دخل كلامي مزاجه وزوجه وبعد فتره بسيطه قضيه خلع ومشاكل وقطيعه ويقول ابو البنت ياليت سمعت كلامك توقعت انك غيران منه والا زعلان منه عقول متشابهه انا اعرف صاحبي اكثر من اهله وياما نصحته المعذره طلعت تقريبا عن سياق الموضوع وما اقول غير نتقي الله في بنات الناس كلنا عندنا اخوات ونخاف عليهم ومثل ما نخاف عليهم الناس عندهم بنات واخوات يخافون عليهم ويتمنون لهم حياه سعيده لا نصير مثل اللي ذحين تبريكات وتهاني بالسنه الجديده واذا جانا العيد ما نشوف غير منهم اين من صاما معنا اين من كان العام معنا في العيد واليوم في القبور ما اقول الا عساك تعيد معهم يا منكد على الناس افراحهم. ان شاء الله وصلت الرساله. وعلى قول الشاعر. الباب مكسورا ونافذتي دوت قال للرياح العابثاتي تمتعي. وسلامتكم من كل ردي

BASEM ALI ALEID

دائما مبدع استاذ انور في اختيار مقالاتك التي تلامس هموم المجتمع
بارك الله في عطائك الذي تقدمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *