جسور الأمل فوق بحيرات اليأس !

قال صلى الله عليه و سلم : ( استوصوا بالنساء خيرا ) ، و قال صلى الله عليه و سلم ( خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي ).

سمعت و شاهدت برنامجاً عن الزواج الجماعي في الأحساء عبر القناة الأولى ، حيث كان الحديث يدور عن ظاهرة الطلاق ، و قد تطرق البرنامج إلى أن أحد الأسباب المؤدية إلى الطلاق هو عدم إجادة الطبخ ، و لم يعرف المتحدث أن الشرع لا يلزم المرأة بالطبخ و النفخ و الكنس .. و هل إذَا كان الطبخ غير جيد أنهدم البيت و تتلاشى أواصر المحبة و يصبح الحل هو الطلاق؟!

و لا يعلم المتحدث كم من عيون زوجة باتت باكية من قسوة زوجها و لا تجد من يعينها و لا يرحمها بعد الله ، و كم من زوجة صبوح نزف منه الدم بسبب صفع بعض الأزواج لزوجاتهم و عدم المراعاة لشعورها و شعور أطفالها ، و كم من جسد ريان انهالت عليه الضربات المتتالية ، و كم من زوجة أسقطت جنينها حتى أنهمها النزيف ، و كم من مطلقة نزع منها طفليها ثمرات فؤادها و نحن في بلد الإسلام ،  فأين الرحمة و الشفقة .

قال الله تعالى : ( وان تعفوا اقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم ان الله بما تعملون بصير ، ) و لكن لكل إنسان موعد عند الله يوم القيامة ، عندما يحاسب عباده أين الرحمة في بنات الناس اللاتي استحللتم فروجهن بشرع الله؛ و بعد هذا كله تريد صفاءً و إخلاصاً في رعاية الأولاد و الإخلاص في الاهتمام بالزوج و تنظيم المنزل ، و هل تتوقع أنها ستقابلك بالأحضان و الابتسامة ، و هل تريدها تفرح بقدومك للمنزل؟ .. إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع ، و لا تكلفوا النساء فوق طاقاتهن فهن بشر و لهن طاقة محدودة في التحمل و الصبر ، فهؤلاء نواعم يحتاجون للمداراة و التوجيه السليم و المعاشرة الحسنة.

أخي الزوج .. لا تقارن بين زوجتك و ما تشاهده في الفضائيات فهل يُقارن العري بالحشمة ؟! .. يكفيك أنها امرأة عفيفة طاهرة شريفة تشهد لله بالوحدانية و لنبينا بالرسالة.

إن من أهم الأسباب الجوهرية المؤدية إلى الطلاق هو عنف الأزواج في التعامل … ( الدين المعاملة ) …

و فيما يلى أود أن أتطرق لبعض الأمور المؤدية إلى توثيق الروابط الزوجية ، و من ذلك : الحفاظ على أسرار المنزل ، و تعامل الزوج مع زوجته بالكلمة الطيبة و الابتسامة ، و مشاركتها في أفراحها و آلامها و احترام أهلها و تقديم الهدايا لها، فذلك له مردود إيجابي على النفس.

كذلك التدليل و عدم البخل في الناحية الاقتصادية و العاطفية ، و الثناء عليها عندما تقوم بعمل جميل و عدم الترصد لها في أخطائها و الصفح عنها بالجميل و التوجيه بأسلوب محبب إلى النفس.

و من الأمور المهمة أيضاً و التي تحتاجها المرأة ، نظافة الرجل في نفسه و ملبسه و الاهتمام بشخصيته مع المجتمع .. أعطها وقتاً للحديث معك قل لها بيتاً من الشعر إن أمكن ، اقترب من زوجتك كثيراً خاصة وقت الإجازات الأسبوعية و اترك حياة العزوبية ، فزوجتك هي حياتك و أم أولادك و نور منزلك ، فإذا دخلت المنزل و لم تجدها تجد المنزل كئيباً و هذا يدل على نورها في المنزل.

تحمل منها كل شيء لكي تسير سفينة العمر لا تقبحها في الحديث و الحوار ، و تجمل لها بين وقت و آخر، شاركها في اختيار ملابسها و لا تفرض عليها رأيك ، و حاول أن لا تسهر خارج المنزل إلى وقت متأخر من الليل ففي المنزل من ينتظرك بفارغ الصبر.

عزيزي الزوج .. دلل زوجتك لكي تعطيك الحب و الوفاء ، احترم زوجتك تجدها مطيعة لك العمر كله ، قل لها ما تحب و تكره اجعلها تشاركك الرأي و وجهة النظر ، أشعرها بذاتها و كيانها بعش الزوجية .

لماذا لا ترتقي الحياة بين الزوجين إلى حياة أفضل يسودها التفاهم و الوئام و الصفاء و الود و الرحمة؟ و مع من؟ مع الزوجة التي تبذل الكثير و الكثير لإسعاد زوجها و تربية أطفالها و تنظر إلى مستقبل زاهر . .

ابن لك جسراً من الأمل فوق بحيرة من اليأس ، و إذا اعتدت أن تغضب من كل ما لا يرضيك فلن تهدأ أبداً… و إن أكثر الناس فضلاً من لا يرى فضله .. و السهل يجلب في حياته السهولة و الصعب يجلب في حياته الصعوبة.

ختاماً : أسأل الله لكل زوج و زوجة السعادة التامة في الدنيا و الآخرة.

عمري حامد الشابحي

مقالات سابقة للكاتب

11 تعليق على “جسور الأمل فوق بحيرات اليأس !

نويفعة الصحفي

جزاك الله كل خير . مقال بحق يعتبر مدرسة في الحياة الزوجية، فيه كلمة حق ، وفيه عدل وإنصاف ، وفيه شواهد من واقع الحياة ، وفيه إضاءات جميلة لحياة زوجية سعيدة .. شكرا للكاتب وشكرا صحيفة غران تعودنا منكم حسن الانتقاء. بارك الله فيكم.

مصعب

حروف من ذهب تستحق أن تقرأ من كل فرد بالمجتمع..
تحياتي للكاتب فقد أجاد وأنصف..

أم عبدالعزيز

مقال رائع نشكر الكاتب عليه ..

أم خالد

نوافق على كل حرف ونسأل الله الهداية للجميع..
اللهم اصلح ازواجنا وذرياتنا وسائر المسلمين..
شكرا على المقال الرائع

غير معروف

ابو حسني حقاً حقاً أجدت هذا التوجيه ووضعت
يدك على الجراح وقدمت العلاج لكل زوج يخاف
الله .. كنت مبدع عرفتك وستبقى أستاذا تستحق
الإشادة والتكريم لك مني اجمل التحايا واطيبها
بارك الله في فكرك وقلمك وعمرك واصلح لك الذرية
اخوك /عبد المحسن الشيخ

مجهول الشيخ

ماشاء الله ابدع الكاتب فالكتابة و كتب كلام جداً راقي و جميل “ملحوظة بسيطة وليس انتقاد” ارى ان الكاتب ركز على الزوج و كأنه هو الوحيد في قضية الطلاق و نسى الزوجه . الزوجه لها دور كبير في سفينة العمر “وراء كل رجل عظيم إمرءه عظيمة”
و شكراً للكاتب على الكلام الجميل❤️

سارة الصحفي

الله ما أجمله وأروعه من دين
يكفي المرأة شرفًا .. أن نبي الرحمة أوصى بها
قال صلى الله عليه و سلم : ( استوصوا بالنساء خيرا ) ، و قال صلى الله عليه و سلم ( خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي ).
” ورفقًا بالقوارير”
ومع ضغوطات الحياة يحتاج المرء للتذكير والترغيب .. وإن أحتيج الأمر يلجأ إلى الترهيب
فشكرا لصاحب المقال … فقد أجاد وصف المرض وطرح انواعًا من العلاج، بأسلوب سهل وسلس
وأما الشفاء فهو بيد الله

أم أحمد

إسلامنا منهج …. للحياة السعيدة…..
مقال واقعي ….تحية شكر للكاتب
نفع الله بفكرك…وقلمك

ابو مدرعم

ابو حسني
حدثنا عن السنة التي هجرها الازواج وهي الزواج من الثانية والثالثة والرابعة
وما يترتب على ذلك من منفعة و انهاء العنوسة لدينا

المخلص

مقال جميل جدا شكرا ابا حسني
ارجوا من الازواج في الوقت الحاضر الاهتمام بالاولاد

ابو سلطان

مقال رائع و مؤثر ومعلومات هامة يغفل عنها الكثير من الازواج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *