قال صلى الله عليه و سلم : ( استوصوا بالنساء خيرا ) ، و قال صلى الله عليه و سلم ( خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي ).
سمعت و شاهدت برنامجاً عن الزواج الجماعي في الأحساء عبر القناة الأولى ، حيث كان الحديث يدور عن ظاهرة الطلاق ، و قد تطرق البرنامج إلى أن أحد الأسباب المؤدية إلى الطلاق هو عدم إجادة الطبخ ، و لم يعرف المتحدث أن الشرع لا يلزم المرأة بالطبخ و النفخ و الكنس .. و هل إذَا كان الطبخ غير جيد أنهدم البيت و تتلاشى أواصر المحبة و يصبح الحل هو الطلاق؟!
و لا يعلم المتحدث كم من عيون زوجة باتت باكية من قسوة زوجها و لا تجد من يعينها و لا يرحمها بعد الله ، و كم من زوجة صبوح نزف منه الدم بسبب صفع بعض الأزواج لزوجاتهم و عدم المراعاة لشعورها و شعور أطفالها ، و كم من جسد ريان انهالت عليه الضربات المتتالية ، و كم من زوجة أسقطت جنينها حتى أنهمها النزيف ، و كم من مطلقة نزع منها طفليها ثمرات فؤادها و نحن في بلد الإسلام ، فأين الرحمة و الشفقة .
قال الله تعالى : ( وان تعفوا اقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم ان الله بما تعملون بصير ، ) و لكن لكل إنسان موعد عند الله يوم القيامة ، عندما يحاسب عباده أين الرحمة في بنات الناس اللاتي استحللتم فروجهن بشرع الله؛ و بعد هذا كله تريد صفاءً و إخلاصاً في رعاية الأولاد و الإخلاص في الاهتمام بالزوج و تنظيم المنزل ، و هل تتوقع أنها ستقابلك بالأحضان و الابتسامة ، و هل تريدها تفرح بقدومك للمنزل؟ .. إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع ، و لا تكلفوا النساء فوق طاقاتهن فهن بشر و لهن طاقة محدودة في التحمل و الصبر ، فهؤلاء نواعم يحتاجون للمداراة و التوجيه السليم و المعاشرة الحسنة.
أخي الزوج .. لا تقارن بين زوجتك و ما تشاهده في الفضائيات فهل يُقارن العري بالحشمة ؟! .. يكفيك أنها امرأة عفيفة طاهرة شريفة تشهد لله بالوحدانية و لنبينا بالرسالة.
إن من أهم الأسباب الجوهرية المؤدية إلى الطلاق هو عنف الأزواج في التعامل … ( الدين المعاملة ) …
و فيما يلى أود أن أتطرق لبعض الأمور المؤدية إلى توثيق الروابط الزوجية ، و من ذلك : الحفاظ على أسرار المنزل ، و تعامل الزوج مع زوجته بالكلمة الطيبة و الابتسامة ، و مشاركتها في أفراحها و آلامها و احترام أهلها و تقديم الهدايا لها، فذلك له مردود إيجابي على النفس.
كذلك التدليل و عدم البخل في الناحية الاقتصادية و العاطفية ، و الثناء عليها عندما تقوم بعمل جميل و عدم الترصد لها في أخطائها و الصفح عنها بالجميل و التوجيه بأسلوب محبب إلى النفس.
و من الأمور المهمة أيضاً و التي تحتاجها المرأة ، نظافة الرجل في نفسه و ملبسه و الاهتمام بشخصيته مع المجتمع .. أعطها وقتاً للحديث معك قل لها بيتاً من الشعر إن أمكن ، اقترب من زوجتك كثيراً خاصة وقت الإجازات الأسبوعية و اترك حياة العزوبية ، فزوجتك هي حياتك و أم أولادك و نور منزلك ، فإذا دخلت المنزل و لم تجدها تجد المنزل كئيباً و هذا يدل على نورها في المنزل.
تحمل منها كل شيء لكي تسير سفينة العمر لا تقبحها في الحديث و الحوار ، و تجمل لها بين وقت و آخر، شاركها في اختيار ملابسها و لا تفرض عليها رأيك ، و حاول أن لا تسهر خارج المنزل إلى وقت متأخر من الليل ففي المنزل من ينتظرك بفارغ الصبر.
عزيزي الزوج .. دلل زوجتك لكي تعطيك الحب و الوفاء ، احترم زوجتك تجدها مطيعة لك العمر كله ، قل لها ما تحب و تكره اجعلها تشاركك الرأي و وجهة النظر ، أشعرها بذاتها و كيانها بعش الزوجية .
لماذا لا ترتقي الحياة بين الزوجين إلى حياة أفضل يسودها التفاهم و الوئام و الصفاء و الود و الرحمة؟ و مع من؟ مع الزوجة التي تبذل الكثير و الكثير لإسعاد زوجها و تربية أطفالها و تنظر إلى مستقبل زاهر . .
ابن لك جسراً من الأمل فوق بحيرة من اليأس ، و إذا اعتدت أن تغضب من كل ما لا يرضيك فلن تهدأ أبداً… و إن أكثر الناس فضلاً من لا يرى فضله .. و السهل يجلب في حياته السهولة و الصعب يجلب في حياته الصعوبة.
ختاماً : أسأل الله لكل زوج و زوجة السعادة التامة في الدنيا و الآخرة.
عمري حامد الشابحي
مقالات سابقة للكاتب