حلّ على الأمة الإسلامية ضيفاً عزيزاً كريماً يحمل معه أجمل الهدايا و أحلى الهبات ، كيف لا و فيه ليلة تعادل عبادة 83 سنةٍ إذا تحراها المسلم و هي ليلة القدر ( خير من ألف شهر ) ، كما فيه بشارة بعتق من النار لمن وفقه الله لقيام و صيام الشهر الكريم .
هذا الضيف الذي له هذه الصفات و فيه هذه المكرمات ، ألا يتوجب علينا أن نعد له برنامجاً يليق بفضل هذا الضيف و تعبداً لمن وهب هذا الفضل لنا .. إننا نخاطب فئة معينة من المجتمع و هم الشباب خاصة و سواد المجتمع عامة ، حيث أن الشباب هم المستهدفين من قبل أعداء الدين و الدولة ، فيا شباب انتبهوا و اغتمنوا هذا الشهر الكريم الفضيل و استغلوا جميع أوقاته و لحظاته بما يقربكم من الله و اهجروا كل لهو و كل ما يبعدكم عن الله ، و أرجو منكم التعامل مع هذا الموقف بعقل و تدبر و تفكر و النظر إلى المصلحة التي تعود عليكم بالنفع و المكسب المفيد .
يا هل ترى .. هل يحسب لكم أعداؤكم حساباً أو يلقوا لكم بالاً أو يعيروكم اهتماماً مثلما أنتم تفعلون؟! ، فإن أحدكم قد يترك عمله و لكن لا يفرط في مشاهدة فيلم أو مباراة لفريق يشجعه أو به شخص يميل إليه؛ مع العلم أن هذا الشخص الذي تود رؤيته و تحبه لا يميل إليك و قد ينفر منك إذا علم بما تكنه له و لن تستفيد من حبك له ، بعكس كما لو أحببت أحداً من أهل الإيمان و الخير و الصلاح ، فإن هذا الحب سوف يعود عليك بالخير و القرب من الله ، حيث قال صلى الله عليه وسلم ( المرء مع من أحب ) .
ختاماً .. فكر فيما تود أن تصير إليه في الدنيا و الآخرة ، فإن الفرصة إذا سنحت لك هذا العام فقد لا تدركها العام القادم ، أو قد تعجز عن تحقيقها كما هي متاحة لك الآن .
[ همسة ] : ماذا تستفيد من قضاء ساعة و نصف دون ذكر الله في هذا الزمن الشريف؟! .. و تذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم: (أغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك صحتك قبل مرضك وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك و وحياتك قبل موتك) .
عبدربه المغربي
مقالات سابقة للكاتب