يقول المصطفى صلى الله عليه و سلم (خير الناس أنفعهم للناس ) .. و إنني لأرجو أن يكون فقيدنا الغالي شاكر الصحفي رحمه الله و أسكنه فسيح جناته أحد هؤﻻء الناس الذين نفع الله بهم عباده.
فإذا كان قضاء حاجة القريب و الصديق و ذي الجاه ربما يدخلها بعض حظوظ النفس لكن قضاء حاجة المسكين و الضعيف ( أقصد إخواننا من الجنسيات المختلفة ) في العادة تكون أبعد عن هذه الحظوظ ، و الإخلاص فيها لله يكون هو المرجو .
فكان شاكر – رحمه الله – كثيراً ما تُقضى على يديه حاجات مثل هؤﻻء الذين ليست لديهم معرفة أو قرابة أو جاه ، و كثيراً ماكنت أراه حينما يأتي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع عند أهله في قريته ، و بعد الصلوات و خروجه من المسجد إﻻ و مجموعة من العمال في انتظاره بالخارج؛ هذا يريد استقدام زوجته و ذاك يريد زيارة لأمه و أخر يريد إقامة لأوﻻده .. إلخ.
و كان يقابلهم بابتسامته المعهودة و يتلطف في الحديث معهم و ينظر في طلباتهم فإن كان هناك طريق لمساعدتهم ﻻ يتأخر ، حتى أن بعضهم ربما يتطلب أمره الشفاعة لدى مدير الإستقدام لكي تُنجز معاملته ، علماً بأنه كان صارماً في تطبيق الأنظمة حتى معنا نحن أقاربه إذا كان النظام ﻻيسمح.
و لعلي أختم بهذه القصة الجميلة التي جعلت بعض هؤﻻء الأشخاص الذين قام شاكر – رحمه الله – بمساعدتهم بمحبة لقب القبيلة كاملاً و ليس شاكر فقط، فقد كان هناك أحد العاملين من الإخوة العرب بمحل كبير و مشهور لبيع المكسرات و قد ساعده شاكر رحمه الله باستقدام زوجته و أوﻻده عن طريق أحد أبناء العمومة ، فذهب أحد أبناء القبيلة يوماً إلى هذا المحل يريد شراء بعض لوازم زواج أخيه فقابله هذا العامل ، و في أثناء الحديث معه سأله عن اسمه و لقبه ، و عندما عرف أنه “صحفي” بالغ في اﻻعتناء به و قال له : أنا أحب هذا اللقب أنهم (يقصد شاكر و قريبه محمد ) قاما بمساعدتي في استقدام زوجتي.
و القصص كثيرة .. فرحمك الله يا ابن العم رحمة واسعة ، و عزاؤنا و سلوانا أن الله اختارك في هذه الأيام الفاضلة فلعلها تكون خاتمة حسنة نصبر بها أنفسنا على فراقك مع طمعنا في رحمة ربنا تبارك وتعالى أن يجمعنا بك في دار النعيم … و إنا بفراقك يا شاكر لمحزونون ، و ﻻ نقول إﻻ مايرضي ربنا ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) .
ختاماً .. يقول الإمام الشافعي : “و أفضل الناس ما بين الورى رجــل …. تقضى على يـده للنـاس حـاجـات” .
عبدالرحمن أبو إبراهيم
(ابن عم الفقيد )
مقالات سابقة للكاتب