مصابيح الهدى (١٥) : أنس بن النضر

 هو أبو عمرو أنس بن النضر بن ضخم النجاري الخزرجي الأنصاري عم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسد من أسود الله لا يخشى الموت ويطلب الشهادة 
روى البخاري بسنده عن أنس رضي الله عنه أن الربيع  وهي ابنة النضر واخت أنس كسرت ثنية جارية فطًًًُلِبوا الأرش ( الدية ) وطُلِبوا العفو فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص فقال أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال:  «يا أنس كتاب الله القصاص» فما لبث ان رضي  القوم وقبلوا الارش وعفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره» .
غاب أنس عن غزوة بدر ، فحزن لذلك وقال : غبت عن أول قتال قاتله رسول الله  المشركين ، لئن أشهدني الله عز وجل قتالا ليرين الله ما أصنع[فجاءت غزوة أحد وانكشفَ المسلمونَ – يعني هُزِموا – 
فقال:
اللهمَّ إني أعتذرُ إليكَ مما صنع هؤلاءِ – يعني أصحابَهُ – وأبرأُ إليكَ مما صنعَ هؤلاءِ – يعني المشركينَ – ، ثم تقدَّمَ فاستقبلَهُ سعدُ بنُ معاذٍ ، فقال : يا سعدُ بنَ معاذٍ الجنةُ وربِّ النضرِ ، إني أجدُ ريحها من دونِ أُحُدٍ ، قال سعدٌ : فما استطعتُ يا رسولَ اللهِ ما صنع ، قال أنسٌ : فوجدنا بهِ بضعًا وثمانينَ : ضربةً بالسيفِ أو طعنةً برمحٍ أو رميةً بسهمٍ ، ووجدناهُ قد قُتِلَ وقد مَثَّلَ به المشركونَ ، فما عرفَهُ أحدٌ إلا أختُهُ ببنانِهِ 
لما أٌشيع أن النبي قد مات ، رأى عمر بن الخطاب ومعه رهط من المسلمين فقال أنس : «ما يُقعِدُكم؟»
قالوا: «قُتِل رسولُ الله ». فقال أنس بن النضر: «فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه» ثم قاتل بسيفه حتى قُتِل فقال عمر بن الخطاب: «إني لأرجو أن يبعثه الله أُمَّةً واحدة يوم القيامة.»]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *