قصتي في رمضان

يوم أن عاينت رصيد الأمنيات توقفت قليلاً ولم أحرك ساكناً ، ربما استكثرت الخير الذي أجده في الدعاء ،أم ربما أصابني ما يصيب الانسان من الشعور بكم الأمنيات التي لم تتحقق ، فنظرت يومها ببارقة أمل إلى سماء رب الكون فكان منظراً مهيباً لأن الأمنيات صغرت و احتقرتها بين عظم سلطانه و كم بيانه .

كان المكان ينعم بأمنيات المصلين و كانت معها أمنياتي تلك ، ولكن كم الحب الذي أجده يفوق صغائر الأمنيات التي تحملت عبئها زمناً ، و يهيم بها قلبي حُلماً فتوسمت أثرها عمراً .

ما وجدته ربما في اعتقادي لم يجده أحد مثلي؛ نوع من غطرسة ليست محمودة عندي ولكن يجب أن أبوح بها ، حقيقة صغرت كل الأمنيات المادية وعظمت الأمنيات الأخروية فكان للشوق طغيان تباهت أمامي في حبه سبحانه وعجبت من كل هذا الأرواح التي تنتفض الآن في توجه ليس بغريب على من ارتفعت روحة تسمو في منظر مهيب لتهيم في بديع الصنع وجمال القدرة.

تقدم أحدهم بصوته يناجيه يرتفع لحظة وينخفض لحظة فسقطت الدموع لا أعلم لما هي تنطلق على وجنتي ، أهو الحنين لخالقي أم هو شيء آخر لم أصل به لمعنى ، أم تكون لحظة الشوق لحبيبي قد بدلتني روحاً تسمو في قلوب هؤلاء فخشيت أن لا أكون كما يكونون ، أم تراه شعور بضعف القدرة على الوصول إلى مستوى الأمنيات في رضاه عنا ،لا أبداً هو ربي وليس لي سواه ثقتي تفوق أمنياتي و يصغر كل كبيراً أمامه وتتلاشى كل أحزاني بوجوده .

قد اعترتنا وقتاً وقبعت في نفسي زمناً والآن هي تهمس أن الجمال الحقيقي لصنعته باقية في النفس تعبق بروح سامية إلى صفحات كتب فيها ألا تضل بعدي أبداً .

أطرقت بين مفكر بقلب ومحاور للشوق ، أين أنا في خضم تلك المشاعر الراقية و أين تقع لحظة وجوده .. يراقبنا سبحانه فاكتفيت بلحظة شعور بوجوده معي فنسيت أين أنا وكبلت مشاعر قد تطوف بي على الأرض ونسيت أني أعرف مكاني ، بل و زماني ، طريق الشوق ذاك قد ينسينا ألم الفراق لمن أحببنا وألم الحزن على من فقدنا ولبوابة اليأس والقنوط أغلقنا .

كانت الأيام تسير ونحن كثيراً نستوقفها فتبتسم لنا بكل حرية وهبتنا إياها حيث قالت “ستعودون إلى ما ـنتم عليه” ، خسر من نسي ومن استكثر كسب ومن استغنى شح زاده ، فأمسكت الرهان معها وناديتها بقلب المشتاق إلى ريح الجنة و إلى همس التباكي وسعي التشاكي فينثر عبرة هنا وهناك إبقي معنا فتقول هل لكم من مزيد فكأني بها تردد :

و الله يكثر ما ترون قليله .. و الله يعطي في الحياة مزيد
فأكثر رعاك الله من نيل المنى .. وتوسم الخير وعش فيها سعيد
إن أنت في رمضان أعطيت القليل .. عند الاله مضاعف هل من مزيد

 آمال الضويمر 

3 تعليق على “قصتي في رمضان

غير معروف

مقال رائع يعطيك العافيه ?❤️?

غير معروف

ماشاء الله كاتبة رائعة ومثال بمداد الذهب
سلمت يداك وصح لسانك أستاذة ٱمال ،،

تقبل الله صالح الأعمال

محمد ال عامر

وفقك الله وبرك الله فيك الكاتبه أمل الضويمر مبدعه ومقال مميز جدا وصلى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *