تجار إبليس

( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُـفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) ؛؛ إشارة واضحة في هذا الحديث النبوي ووعدٌ صريحٌ لغفران ما تقدم من الذنوب وما تأخر ، ففي الوقت الذي نسمع فيه عن أنواع من العروض الربانية وأصناف من الإغراءات النبوية لاغتنام هذه الفرص الذهبية بشهر رمضان والتي تجعل من الذي لا يملك حسنة واحدة يغدو فيه مليونير حسنات حال اغتنامه لفرصه وإخلاص نيته بعمله ، ولكننا للأسف وجدنا اليوم تنافساً من أنواعٍ أُخر ، كلٌ يلهو فيه على حسب هواه ويرقص على ليلاه مـُـذ بداية الشهر وحتى بالأواخر الفضيلة من العشر..
عندما نسمع العرض الرباني بفتح أبواب الجنان وإغلاق أبواب النيران في رمضان نرى فتحاً لأبوابٍ في القنوات المنحلة من بضاعة كاسدة تعرض الشر على مدار هذا الشهر ، وفي التوقيت الذي نسمع فيه ترغيباً نبوياً عن منادٍ ينادي من السماء بـ يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر نجد الممثلين يتسابقون في عرضهم وندائهم للناس لمشاهدة آخر ما أنتجوه وحبكوه من أعمالٍ سموها أعمال درامية ، يفوق نتـنها (درامات) و (نفايات) البلدية !!

هي فعلاً اسمٌ على مسمى كونها أعمال باللهجة العامية (درامية) مليئة بأعمال مكرورة عن الهدى مبتورة ؛ وكأن دعاتها اتفقوا على عدم جعل دقيقة واحدة في نفس التواقيت التي تقام فيها صلاة المغرب والعشاء والتراويح والتهجد لتسمير الناس أمام برامجهم الفاسدة بالموسم الذي ينادى ويكرر الإغراء النبوي فيه بحديث : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) ، وفي الموسم الرمضاني الذي نسمع فيه عن عرض حصري بغفرانِ ما تقدم من الذنب وما تأخر نجد الفنانات والممثلات في سباق (جسدي) محموم بينهن وتنافس في الإغراء (بعرض وإبراز) ما تقدم من أجسادهن وما تأخر بدلاً من التنافس بالطاعات لنيل رضى الله بغفران الأعمال التي لا ترضيه في السر والعلن طيلة 11 شهراً ، ليس لهن جهدٌ مفيد يذكر فيشكر لا برمضان ولا بغيره ..

ومسلسل عمره عقدٌ ونيف تم طويه بعدما طاش بسخفه لا بنقده ؛ قدم شباب الوطن كسذج في الخارج وبالداخل ، وأظهر رجال الأمن كحمقى بالتعامل ، ناهيكم عن السخرية بكل جالية ؛ ومسلسل تلاه لن أورد اسمه تكريماً للقراء عن ذكره واستحضار خبثه الذي جعل أبطاله يبيعون ضمائرهم ويقدحون بأخلاق مجتمعهم وبلادهم ويتحالفون مع أعداء عقيدتهم ليمرروا إساءات وإسقاطات على مذهبهم في سبيل تسمين أرصدتهم .! ولن أتطرق لثالثة الأثافي لكون صاحبها معلوم ..!

إن غير المسلمين عندما يرون هذا الزخم الإعلامي السمين وبتلك الطرق من قنواتٍ محسوبة علينا ماهيتها أن رمضان هو شهر شهواني وللهو وللعب وكأنه ليس شهراً ربانياً خصصه المولى عز وجل لأنواعٍ عديدة من العبادات المحضة ولأداء أحد أركان الإسلام الخمسة ، فليتهم على الأقل يفكرون بذرة من الإيجابية حيال إعادتهم لحساباتهم في توقيتهم لعرض ما لديهم من أعمالٍ لا تليق بحرمة الزمان ولا المكان ولا بالشهر الذي أنزل فيه القرآن بكونهم جعلوه موسماً لإنزالِ بضائع مزجاة تاجرهم إبليس ومسوقهم فيه كل خسيس ومناديبهم كل شيطان محارب لشرعة الرحمن والله المستعان !

عمر عبدالوهاب آل عيسى التميمي
كاتب سعودي مهتم بالشأن المحلي والدولي

Twitter @Umar_AlEssa  
Umar.altamimi@

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “تجار إبليس

ابوباسم

لافض فوك اخي الكريم استاذ عمر وزادك الله غيرة وحرصة على ما ينفع اخوانك المسلمين وكثر الله من امثالك ونفع بك وبعلم .
فعلا واقع مرير ومؤلم وللاسف ان هؤلاء الممثلين والممثلات هم من بني جلدتنا ومحسوبون على مجتمعنا المسلم هداهم الله فبدل ما يكونون لبنة بناء في المجتمح المسلم اصبحوا معول هدم لمجتمعهم وسفراء لاعداء الدين والملة…!!!!
فلاحول ولا قوة الا بالله.
شكرا لصحيفة غران على استضافتها لمثل هؤلاء الكتاب وتوصيل اصواتهم واصوات كل من يهمه امر الامة المسلمة .وينصح لهم. ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *