“عبد الله بن أنيس الجهني“
عبد الله بن أنيس صحابي جليل، اسمه أبو يحيى عبد الله بن أنيس الجهنى، حليف الأنصار، من السابقين إلى الإسلام ، شهد بيعة العقبة الثانية روى عن النبي أربعة و عشرين حديثاً ، قال ابن حجر مات بالشام في خلافة معاوية.
وفي شهر المحرم من السنة الرابعة للهجرة بلغ مسامعَ المسلمين أن خالد بن سفيان زعيم هُذيل يُعِدّ العدّة لغزو المدينة المنورة، ويجمع الجموع في مكان قريب من المدينة يدعى “نخلة”، و رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن هذه القبائل تجتمع حول خالد بن سفيان، فإذا قُتل خالد تفرق الجمع وانتهى الأمر، وفكر فيمن ينتدبه لهذه المهمة، فاستدعى عبد الله بن أُنَيْس وأجلسه بجانبه وقال له: إنه قد بلغني أن ابن سفيان يجمع لي الناس ليغزوني، وهو بنخلة أو بعرنة، فأْتِهِ فاقتُلْه ، قال: صِفْه لي يا رسول الله حتى أعرفه! قال إذا رأيته هِبته وفرقت منه .
وانطلق عبد الله إلى أداء مهمته حتى وصل “نخلة” فوجد خالد بن سفيان مع بعض نسائه يختار لهن منزلاً ، قال: فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله من القشعريرة، فأقبلت نحوه فقال: مَنِ الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا! قال: أجلْ، أنا في ذلك، قال: فمشيت معه شيئاً حتى إذا أمكنني حملتُ عليه السيف حتى قتلتُه…
فلما قدمتُ على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فرآني قال: “أفلح الوجه” ، قلت: قتلتُه يا رسول الله، قال: صدقت، و أعطاني عصاه و قال: “أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس” فقلت: يا رسول الله لِمَ أعطيتني هذه العصا؟ قال: “آيةٌ بيني وبينك يوم القيامة”.
فقرنها عبد الله بسيفه، فلم تزل معه، حتى إذا مات أمر بها فضُمَّت معه في كفنه.