فرحة العيد

بعد أيام سوف يحل علينا ضيفاً شريفاً و مناسبة غالية ، ألا و هي ( عيد الفطر المبارك ‏) أعاده الله علينا و على الأمة الإسلامية و هي ترفل في ثياب العزة و النصر.

إن للعيد فرحته في جميع أنحاء العالم الإسلامي ، و لكل بلد طريقته الخاصة للاحتفال بهذه المناسبة بل و كل مدينة و قرية في البلدان الإسلامية لها طريقتها الخاصة بها ، لكن السمة العامة بين هذه الشعوب هي ( الثياب الجديدة ، الحلويات ، الفوانيس ، و الزين التي توضع على أبواب و جدران البيوت ‏) ، و لا يخفى على أحد أن فئات المجتمع ليست كلها على مستوى واحد في إظهار هذه الاحتفالية؛ فالأغنياء و أبناءهم في كل حي أو مدينة تكون مظاهر الاحتفال بالعيد عندهم على أعلى المستويات من الثياب الملونة و الأشكال المختلفة و كذلك نوعية الحلويات و الزين ، حيث تجدها تختلف عن أبناء الأسر المحتاجة  في نفس الحي أو المدينة ، فبعض هذه الأسر لا تحتفل بالعيد و قد تتشاءم منه لعدم قدرتهم على تحقيق رغبات أبنائهم و بناتهم لظهورهم بمظهر أبناء الأسر الغنية ، و قد يمتنع بعض الآباء و أبناءهم من الأسر المحتاجة عن الخروج إلى مصلى العيد أو أثناء أيام العيد لعدم تمكنهم من مجارات أبناء الأسر الميسورة ، و أخص بالذكر هنا الأطفال الذين هم محور الفرح و البهجة في العيد .

أخي الغني .. أخي التاجر .. أخي المسلم الذي حرصت على أن تظهر أنت و أبناؤك ‏بمظهر الفرح و الابتهاج بهذه المناسبة ، تذكر أن لك أخوة مسلمين و أبناءهم هم ‏أيضاً يريدون أن يظهروا بمظهر حسن و لائق ‏بهذه المناسبة و لكن لا يستطيعون ، فهلا نتعاون جميعاً لجعل هذه الفئة من المجتمع يشعرون بحلاوة هذه المناسبة و يشعرون بقيمة العيد ( أحب لأخيك ما تحب لنفسك ) . 

ولا يخفى على كل ذي لُب و بعد نظر خطورة رد الفعل لدى أطفال الأسر المحتاجة حينما يرون أنفسهم أقل من غيرهم ، حيث قد يحدو بهم إلى التعدي على أطفال الأغنياء بتقطيع ملابسهم و أخذ ما بأيديهم من أشياء ، و حتى نتلافى مثل هذه الانفعالات و هذه الظاهرة علينا أن نعيد حساباتنا و نتكاتف و نتعاون على إظهار هؤلاء الأطفال كمظاهر أبناء الأغنياء ‏،  و ذلك بعقد اجتماع يضم الأغنياء و التجار من أهل الحي أو المدينة و مناقشة أوضاع هذه الأسر و وضع خطة و برنامج لتقديم المساعدة الفورية ‏لهم ، حتى يتمكن الآباء من شراء و تأمين متطلبات هذه المناسبة و جعل جميع أبناء هذا الحي و هذه المدينة يفرحون بهذه المناسبة ( أحسن الناس أنفعهم للناس ) ، وإذا لم يكن الأمر جماعياً  فعلى الميسورين أن يتفقدوا ماحولهم و يسعوا إلى تحقيق ذات الهدف من خلال زكاة أموالهم  أو تبرعاتهم (وما ‏ تقدموا لأنفسكم من ‏خير تجدوه عند الله) .

 

عبدربه المغربي 

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *