مصابيح الهدى ( 22 ) : حُذيفة ابن اليمان رضي الله عنه

حُذيفة ابن اليمان رضي الله عنه

هو حُذيفة ابن حسل العبسي ، حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار ، وأمه امرأة من الأنصار من الأوس من بني عبد الأشهل واسمها الرباب بنت كعب بن عبد الأشهل .

وهو صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين ، لم يعلمهم أحد إلا حذيفة ؛ أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسأله عمر : أفي عمالي أحد من المنافقين ؟ قال : نعم ، واحد . قال : من هو ؟ قال : لا أذكره . قال حذيفة : فعزله ، كأنما دُلّ عليه .

وكان عمر إذا مات رجل يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر ، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر . قال حذيفة: صلى بنا الرسول ثم التفت إلينا فقال: “من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم؟، ثم يرجع، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة ” فما قام رجل من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني، فلم يكن لي بد من القيام ، فقال: ” ياحذيفة! اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا “.

فذهبت فدخلت فيهم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء ، فقال أبو سفيان: «لينظر امرؤ من جليسه»، فأخذت بيد الرجل الذي كان جنبي، فقلت: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان ، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم ، ولولا عهد رسول الله إلي أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني لقتلته بسهم ، قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله وأخبرته .

شهد حذيفة أُحداً وما بعدها من المشاهد مع الرسول ، وشهد فتح العراق والشام، وشهد اليرموك 13 هـ ، وبلاد الجزيرة 17هـ ، كما شهد فتوحات فارس.

وفي معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفاً، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة (النعمان بن مقرن) ثم استلم القيادة حُذيفة بعد مقتل النعمان، وكان نصراً عظيماً أسموه فتح الفتوح ، و توفي رضي الله عنه في المدائن سنة ٣٦ للهجرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *