“قتادة بن النعمان الأنصاري الأوسي“
هو قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري الأوسي من السابقين الأولين في الإسلام ، شهد بيعة العقبة وشهد بدر وأُحُد والمشاهد جميعها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رُوِي عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم أُحُد، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: لا، فدعا به، فغمز حدقته براحته، فردها مكانها فكان لا يدري أي عينيه أصيبت ـ ودخل ابنه على عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر: من أنت يا فتى؟ فقال:
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه * فردت بكف المصطفى أحسن الردّ
فعادت كما كانت لأحسن حالها * فياحسن ما عين ويا طيب ما يدّ
فقال عمر: بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون ، ثم قال:
تلك المكارم لا أقداح من لبن * شِيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل عن محمد بن إبراهيم أن قتادة بن النعمان الظفري وقع بقريش فكأنه نال منهم فقال رسول الله : “يا قتادة لا تسبن قريشا فلعلك أن ترى منهم رجالا تزدري عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله عز وجل”.
شهد قتادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر ، وتوفي سنة ثلاث وعشرين وهو ابن خمس وستين ، وصلى عليه عمر ابن الخطاب رضي الله عنهم جميعاً.