حقائق خلف الستار

حقيقة أعترف بها ويعترف بها الكثيرون، ممن يدركون حقيقة الحياة وحقيقة العلاقات فيها.

موقف بسيط يكشف لك شخصية لم تتوقع يومًا ما أنها كانت جزءًا من حياتك، وموقف آخر يظهر لك معدنًا أصيلًا كان يومًا ما شخصية عابرة في زوايا حياتك.

والأصعب من ذلك أن تكتشف شخصيتك من زاوية جديدة أرغمتك ظروف الحياة على إظهارها رغم كرهك لذلك.

أخرجتموه بكره من سجيته … 

والنار قد تنتضي من ناضر السلم…

موقف من مواقف الحياة كفيل أن يذيقنا مرارتها لولا لطف الله..

دعونا نعترف لنصحح المسار..

يقول الله تعالى: 

( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ) 

وجميعنا يعلم أن المرء كثير بإخوانه، والأخوة هنا أخوة النسب والدين وعلاقات الصداقة والزمالة والجيرة وكل علاقة بنيت على مبدأ عظيم، وقاسم مشترك أعظم هو الدين الإسلامي.

وحينما نواجه بعض إرهاصات الحياة، ونصطدم بموقف مؤلم، نفقد بعض قوتنا، ويتزعزع المسار، وتختلف البوصلة، وهنا نحتاج داعم قوي من الله تعالى في مواجهة الموقف.

فكيف لنا ذلك؟؟

إن الصبر الذي بداخلنا يعتبر من أعظم الوقود.

واعترافنا بضعفنا أمام قوة الله سبيل آخر لتخطي تلك الصعاب.

ولا نُغفل معدنًا أصيلًا من معادن البشر يشعّ في مواقف حياتنا المرهقة؛ لينير لنا عتمات الطريق.

يومًا ما كنت ذلك الضعيف إلى الله، وهيأ لي سبحانه من أصحاب المعدن الأصيل من يواسيني بتلك الكلمات:

‏إن ضاقتْ الروحُ بالآلامِ فابتسمي

‏وعانقي الصُّبحَ، لا يأسٌ ولا مَللُ

********

‏ولا استياءٌ ولا خَوفٌ ولا قَلقٌ

‏ولا عُيونٌ بِدَمعِ الليلِ تكتحِلُ

********

‏ولا انعزالٌ عن الدُّنيا وبهجَتِها

‏فمَا لوجهِكِ نورٌ حين ينعزلُ

********

‏لقد خُلِقتِ بِقَلبٍ لا يَليقُ بهِ

‏إلّا الرضا، فالأسى يمضي ويرتحلُ

وقفت أتأملها كثيرًا، وجدتني قد اقتنعت بكل مافيها:

لم الخوف والقلق ونحن نعلم أن الله تعالى بيده كل شيء؟

قال تعالى:

{فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مبِينٌ}

قال سهل بن عبد الله : فروا مما سوى الله إلى الله . ( إني لكم منه نذير مبين )

نعم يا كرام :

لاينبغي أن ننعزل عن الآخرين ولا عن المجتمع؛ فالمرء كثير بإخوانه.

وقد جاء في الحديث قول رسول الله عليه الصلاة والسلام:

(المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناسِ و يَصبِرُ على أذاهُمْ ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ و لا يَصبرُ على أذاهُمْ)

هاقد اتضح ماخلف الستار؛ فلنكن عونًا لبعضنا على إرهاصات الحياة، ولتكن قاعدتنا أن كل مرٍ سيمر، والهم لايدوم.

لنتفاءل فالله تعالى يقول :

﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾

أ.فاطمة بنت إبراهيم السلمان

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *