خاطرة و حدث

فقدت فيه ظلي .. أرعشني فيه البرد
أزكاني فواح العطر فيه ..أعجبني فيه هدوء الحاضرين
أدهشتني فيه رتابة صفوفه .. تمتعت بنعومة فرشاته
أطربني تغني القراء ..قريب من بيوتنا

إنه .. بيت الله … بيت الله
بل إنها قرابة مائة ألف مسجد .. في المملكة العربية السعودية ..
مساجد منتشرة في كل بقعة من وطننا المترامي الأطراف فَقلّ ما تجد المرتاد إليها يلاحظ ما تحتويها وما فيها من خدمات و ما فيها من قضاء وقت يقربنا إلى الله و يبعدنا عن معصيته ويعيد إلينا روح الايمان خمس مرات يومياً ..

نعم فقدت ظلي فيه إلى حد أنني لا أرى لي ظلاً في سجودي و ركوعي من كثرة الأنوار .. و يرتعش جسمي من البرد الذي يتدفق من كل جانب و من أسقفه ..

تشم رائحة البخور الفائحة قبل الدخول فيه و بداخله أعظم .. ليس فيه ضجيج و لا صخب و لا تسمع إلا همساً يشدك لمعرفة ما يقال من قول الله من أناس لا يخرجون أصواتاً بل ألحاناً يتغنون بها تقرباً لله بكل خشوع و روية.

يعجبك رتابة الجالسين في صفوفه المتناسقة و المتكات و الكراسي و تحس بخطواتك فوق فرشه نعومة و لين ممشى ..

فهلا شكرنا الله على هذه النعمة و عرفنا أبنائنا قدر الحضور لهذا المكان الذي بذل فيه المحسنين أطايب أموالهم لراحة عباد الله و نحسبهم كذلك.

هلا ترك الكثير منا الكسل عن ترك الجماعات .. هلا تناصحنا للبقاء فيه نتلو أجمل قول من خير قائل سبحانه وتعالى .. وهلا فكرنا في الاعتكاف فيه قبل انتهاء الشهر ..

أرجو الله أن يديم علينا هذه النعم ويديم علينا شكرها ، و أن يديم علينا التردد
إليها بعد رمضان بطمأنينة و يسر .. و صل اللهم على نبينا محمد .

 

عبدالوهاب سليمان المشيقح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *