كتب “باولو كویلهو” في روایته الخيمائي: “یجب أن یغیر كل شيء نفسه إلى شيء أفضل، ویحقق مصيراً مختلفاً”..
ففي معظم المواقف السيئة، يوجد احتمال للتحوُّل ربما یتغیر عن طریقه الشيء غیر المرغوب إلى شيء مرغوب”
إن تقبُّل كل الخبرات يكون بجعْلها جزءاً من المسار التحویلي عن طریق وضْعها محور تركیز التيقُّظ، فبدلاً من رؤیة الاضطراب والفوضى كوسائل لتشتیت الانتباه، يمكن لك أن تدرك أنه یمكن أن تصبح أيضاً هدفاً للانتباه الشدید.
إن توالي حدوث الأمور السلبية، وتعاقُّب الأحداث المزعجة؛ لا يعني استمرارها وديمومتها، في الوقت نفسه لا يعني أن نبقى مكتوفي الأيدي دون محاولة تغيير أوضاعنا وتفهُّم أحوالنا.
تخبرنا الفیزیاء بما یحدث عندما تتراكم الرطوبة، وتزداد كثافة السحب؛ لدرجة أن ضوء الشمس في البداية لا یستطیع اختراقها.
ففي بدایة الأمر،یرتد الضوء من فوق قطرات المیاه التي تمثل كل واحدة منها مرآة كرویة صغیرة، ویتشتت الضوء في كل الاتجاهات، ولكن الحضور المستمر للشمس یدفئ قطرات المیاه، التي تُشكِّل السحب، وتبدأ الرطوبة في التبخُّر ببطء؛ وفي النهاية تتبدد السحب.
وهذا يمكن قياسه على أحوالنا العاطفية وتجاربنا الحياتية؛ فيمكن لنا التحوُّل من الاضطراب، والحالة العاطفیة المكثَّفة إلى الوضوح والإشراق.
ويعتبر التیقُّظ، أو الوعي هو النار في هذه الكیمیاء الداخلية التي تجري عملياتها دون أن نشعر.
ومع أن هذا التيقُّظ بداية الطريق، لكنه لا یعني أن الضباب العقلي سینقشع في كل مرة نصبح فیها یقظین تجاهه، ولكننا نستطیع تغییر كیفیة إدراكنا وارتباطنا بالحالات العقلیة المتنوعة التي نواجهها؛ مما يستلزم منا إعادة ضبط مصنع إدراكنا للأمور من جديد بدلاً من الاستمرار في نفس مستوى وعْينا عند حدوث المشكلة؛ وهذا من شأنه أن يمنحنا قدرةً على تحويل لحظات الارتباك إلى رؤية ثاقبة، والنظر إلى الجانب السلبي في حياتنا على أنه يمثل جزءاً من التعلُّم والشفاء.
سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي