غالباً ما تكون النساء محور المحادثات عندما يتعلق الموضوع بالعقم، لكن في الواقع، وبالنظر إلى أسباب العقم، فإن ثلث المشكلات يكون عند المرأة، والثلث الثاني بسبب الرجل، والثلث المتبقي بسبب مجموعة من العوامل الذكورية والأنثوية، أو غير مفسرة، بحسب تقرير لصحيفة «تليغراف».
وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر العام الماضي، يعاني واحد من كل 6 أشخاص من العقم في العالم، كما أشارت «تليغراف» إلى أن واحداً من كل سبعة أزواج في المملكة المتحدة يعاني من صعوبة في الإنجاب.
ووفق الصحيفة، فإنه على مدار الأربعين عاماً الماضية، انخفض عدد الحيوانات المنوية في جميع أنحاء العالم إلى النصف وانخفضت جودتها أيضاً.
نظراً لزيادة العقم عند الرجال بمعدل ينذر بالخطر، فقد أصبح من المهم أن يكون الرجال على دراية أفضل بما يخفض الخصوبة لديهم، وفق الصحيفة.
ما الأسباب التي تؤدي إلى العقم لدى الرجال؟
1- الملوثات البيئية والجوالات
من المحتمل أن تكون هي السموم البيئية المشتبه بها الكبرى في الانخفاض الأخير في خصوبة الرجال وزيادة معدلات التلوث العالمية. وأظهرت الدراسات المخبرية أن الملوثات البيئية المختلفة، بما في ذلك دخان التبغ والبلاستيك والتلوث المروري، تقلل من عدد الحيوانات المنوية وجودتها.
يُعتقد أن هذه المواد الكيميائية تسبب مشكلات في الحمض النووي لخلايا الحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى انخفاض عددها أو تغيير بنيتها. يمكن لبعض المواد الكيميائية، المعروفة باسم المواد الكيميائية المسببة لاختلال الغدد الصماء (EDCs)، أن تؤثر أيضاً على نظام الغدد الصماء ويكون لها تأثير على مستويات الهرمونات، مثل هرمون التستوستيرون، الذي يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.
ومن أمثلة هذه المواد الكيميائية المسببة للسرطان المواد البلاستيكية والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى المستخدمة في التصنيع.
كما أن ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري لهما آثار ضارة محتملة. وللسبب نفسه، فإن إبقاء الجوال في جيبك يمكن أن يؤثر على خصوبة الرجال بسبب الحرارة والنشاط الكهرومغناطيسي المنبعث من الجهاز.
2- الأكل والرياضة والنوم
يمكن أن يكون للنظام الغذائي السيئ، ونمط الحياة غير المستقر، والإجهاد، والكحول، والتدخين (بما في ذلك التدخين الإلكتروني) وتعاطي المخدرات، تأثير سلبي على الخصوبة، وكذلك قلة النوم.
وبحسب دراسة نشرت في «مجلة الخصوبة والعقم»، فإن الرجال الذين ينامون لمدة تقل عن ست ساعات كل ليلة كانوا أقل قدرة على الإنجاب مع شركائهم بنسبة 31 في المائة مقارنة بأولئك الذين حققوا سبع إلى تسع ساعات من النوم الموصى بها كل ليلة.
3- العمر
الرجال لديهم ساعة بيولوجية للجسم أيضاً، في حين أن معدل انخفاض الخصوبة يكون أكثر وضوحاً لدى النساء مع تقدمهن في العمر، ويميل إلى الحدوث في وقت مبكر (تبلغ الخصوبة ذروتها عند 20 عاماً، مع الانخفاض الأسرع بدءاً من سن 35 عاماً تقريباً)، فإن الرجال أيضاً يشهدون انخفاضاً في الخصوبة مع تقدم العمر. تشير الإحصاءات إلى أن الرجال الذين تزيد أعمارهم على 45 عاماً يتمتعون بخصوبة تبلغ نحو النصف من أولئك الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً.
4- السمنة
يمكن أن تؤثر الأنسجة الدهنية الزائدة سلباً على خصوبة الرجل بشكل مباشر من خلال تلف خلايا الحيوانات المنوية، وكذلك بشكل غير مباشر من خلال التغيرات في مستويات الهرمونات. يمكن للأنسجة الدهنية الزائدة أن تعطل عمليات الغدد الصماء الطبيعية وإنتاج الهرمونات لأنها تطلق هرمون الإستروجين ويمكن أن تسبب تحول التستوستيرون إلى هرمون الإستروجين.
وقد تؤثر المستويات المنخفضة من هرمون التستوستيرون والمستويات المرتفعة من هرمون الإستروجين على كيفية إنتاج الحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى انخفاض عددها.
ما الحل؟
1- قم بتحسين نمط حياتك مثل التوقف عن التدخين، بما في ذلك التدخين الإلكتروني، وخسارة الوزن بحالة السمنة، والنوم لساعات كافية.
2- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث أظهرت الدراسات أن الرجال الذين يمارسون التمارين الرياضية بانتظام من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً لديهم مستويات خصوبة أفضل من الذين كانوا أقل نشاطاً.
3- تناول نظام غذائي متوازن غني بالمواد المغذية وكثير من الخضراوات. وبغض النظر عن فقدان الوزن، يمكن أن تكون تغييرات النظام الغذائي مفيدة. على سبيل المثال، الطماطم التي تحتوي على مادة كيميائية تسمى الليكوبين قد تعزز الخصوبة، وهو مجرد مثال واحد على فوائد تناول مزيد من الفاكهة والخضار.