انتبه.. أمامك خمس سيئات!

في دراسةٍ أجراها علماء النفس في جامعة بنسلفانيا الأميركية، تَبَيّن أن الرياضيين الذين تأهلوا للمشاركة في الألعاب الأولمبية ليسوا من أولئك الذين يضعون نصب أعينهم أهدافاً مستحيلة، ولا هم من الذين ينشدون الكمال.
وردتْ هذه الدراسة في كتاب “عوامل النجاح” لمؤلفه هادي المدرّسي، كما ذكر الكتاب أن مشكلة البعض تكمن في الخلط بين نشدان النجاح، ونشدان الكمال، بل يظن بعضهم أن المطلوب هو أن يحقق كل ما هو مستحيل حتى يصبح ناجحاً، وإذا فشل في تحقيق ذلك؛ يُصاب بالخيبة، ويعتبر نفسه فاشلاً.
وغاب عن عقل من ينشد الكمال، أننا لم نخلق للكمال، ولكننا خلقنا للنجاح.
وغاب عن ذهنه أيضاً أن لهْث الإنسان للكمال يُوُّرثه خمس سيئات:
١- تجعله يعيش تحت ضغط نفسي؛ فلا تهنأ له حياة، ولا يبلغ سعْيُه رضاه.
٢- الخوف الشديد من ارتكاب الأخطاء.
٣- النقد اللاذع المستمر لنفسه.
٤- الحرمان من التسامح مع الآخرين عبر تصيُّده لهفواتهم، وتتبُّع زلاتهم.
٥- غياب حالة الابتهاج عن حياته؛ فهو في بحْثٍ دائم عن الأخطاء ونقاط الضعف.
إنَّ النزوع إلى الكمال يقف خلفه الخوف وليس الرغبة، فمن يسعى للكمال هو في الحقيقة يريد أن يحمي نفسه من النقد، والإخفاق، ومعارضة الآخرين.
إلَّا أن هذا السعي يسلب صاحبه النمو، والتقدم، وروح المغامرة، ويحرم نفسه من عيْش حياته برضا وسلام، كما أنه يغيب عنه أن الخطأ ملازم للسلوك الإنساني، وأن السماح بوجود هامش من الخطأ في حياتنا يتوافق مع طبيعتنا البشرية، ويمنحنا التصالُّح مع أخطائنا، ويوفر لنا فرصة للاستفادة منها والبحث عن فرص أفضل، وطرق جديدة لتحقيق أهدافنا.
إن ناشد الكمال يكون عُرضةً للاضطراب النفسي -أكثر من غيره- كونه يفكر في الحياة على نحو مُشوُّه يعوزه المنطق الصحيح والعقلانية السليمة.

سليمان مُسْلِم البلادي
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *