أرى أحياناً في نفسي وفي غيري من يطمح للوصول لنتيجة يريدها دون السعي وخوض غمار المخاطرة للوصول اليها ..
كل نتيجة رائعة مميزة تريد الوصول إليها، لابد من الحركة والتجربة والتغيير في نفسك ومن حولك للوصول الى نتيجتك، لن تتحرك الامور من تلقاء نفسها تلبية لرغباتك.
ولنا في قصص الأنبياء خير مثال ..
نوح عليه السلام كي يتغير حاله اجتهد وتعب ببناء اعظم سفينة، خاض غمار اعظم طوفان، فقد ابنه الذي لم يكن متسقا مع رحلته وتوجهه، والنتيجة لكل هذا؟ استقرار وأمان .
وحياة ابراهيم عليه السلام كي يتغير حاله خاض نقاشات حادة مع والده وقومه، تم صلبه واحراقه بالنار، انتقل وسافر بين اكثر من مدينة، كان عقيما لفترة طويلة ومن ثم رزق بابنه اسماعيل واختبره الله بان امره بذبحه، والنتيجة لكل هذا؟ انتصار وحياة وخليل الله.
يوسف عليه السلام اختطف في صغره، عملا عبدا بعد ان كان حرا معززا، تعرض لفتن ادت الى سجنه، تعرض لفتنة سرقة اخيه،
والنتيجة لكل هذا؟ ملك ولم شمل وتفرد ونجاح..
وقس على ذلك في قصة يونس .. موسى .. عيسى وغيرهم عليهم السلام..
بل في قصة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام والذي طرد من مكة التي ولد فيها وترعرع فيها وعاش فيها أربعين سنة، يطرد منها لكي ينتقل بعدها من مرحلة الضعف والخفاء الى مرحلة النصر والقوة والتمكين!
لذلك، لكي تنتقل من مرحلة الضعف الى القوة، ومن الفقر الى الغنى، ومن الحاجة الى الاكتفاء، لابد من السعي للتغير ما يستدعي الخوض في غمار المخاطر والتحديات!
لكن عليك ان تكون مستعينا بالله، متوكلا حق توكلك عليه، تدعوه كل يوم تسأله الثبات والتوفيق والتوجيه ..
مهما ظننت انك مدرك وفاهم تجاه ما تفعله، تظل حقيقة انك أجهل مما تتصور، وأن الله هو الأعلم والأحكم والأقدر ..
فاجعله حاضرا معك في رحلتك، مستشارك ورقيبك ومعينك، وقم وافعل الاسباب التي بين يديك وفي حدود استطاعتك وقدرتك، وستتفتح الابواب لك، وسترى المحن والتحديات تأتيك لكن لا تجزع كونه سبحانه معك في سرّائك وضرّائك، في جهرك وسرّك.
الم يقل سبحانه (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا؟) وقال سبحانه (ان احسنتم احسنتم لانفسكم).
فتوكل على الله .. وأحسن فيما تقوم به، واحسن لغيرك في حدود استطاعتك، وادعوه في ليلك ونهارك أن يوجهك وينور بصيرتك ويفتح لك الابوب ويرزقك الصبر في المحنة اللازمة التي ستمر بها نتيجة لتغييرك!
دمتم في أمان الله …
فيصل بن عبدالله حاتم
مقالات سابقة للكاتب