عندما يكافئ أهل الدنيا بعضهم بعضاً فيقال الجزاء من جنس العمل .
ولكن الله أجل وأعظم وأرحم وأعدل وأكرم من أن يجازي عباده بقدر طاعتهم وتقربهم إليه، لانه الجواد الكريم بل هو الأكرم سبحانه الذي جمع كل المكارم والفضائل بيده يعطي من غير أن نطلب ويجازي بما يليق بجلاله وعظمته ويرزق بلا حساب ، قال تعالى : ﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
فالزياده أن ضاعف لهم بكرمه وفضله ومحبته جزاء عبادتهم وتقواهم وايمانهم بما يليق بعظمته وجلاله فجعل حسنتهم بعشر أمثالها بل يضاعفها لمن يشاء الي 700 ضعف ، والاهم ثبات في الدنيا والاخره حتى يكون من المقربين فيختم له بروح وريحان وجنة نعيم ( فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم ).
قال تعالى في الحديث القدسي :
( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ،) وميز سبحانه وتعالى بعض العبادات العظيمه التي تحتاج جهاد عظيم للهوى والنفس والجسد يؤديها الانسان لا يؤديها الا مرضاة وتقرباً لربه لنيل حبه ومرضاته ولا يمكن أن يخالطها رياء أو نفاق ؛ وقد وجدتهم في 3 مؤمنين :
أولاً : العافين عن الناس والله إنها من أعظم الاخلاق والفضائل رغم مشقته على النفس فاللنفس البشريه الرغبه في الانتقام والقصاص وعندما تعفوا وتصفح وتكسر النفس ورغباتها وتصبر على ما اصابك ثم الاعظم من الصبر ان تعفوا وتصفح انه منتهي كرم النفس وسماحتها وخلق الانبياء والاتقياء ولكن تذكر أن الله هو الأكرم بل أكرم الأكرمين ولم يجعل له جزاءا لعظمه عنده فترك أجره عليه يجزي به على ما يليق به سبحانه.
قال تعالى :
( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ).
يا من تبحث عن مكافئة أكرم الأكرمين ردد معي : اللهم اني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك والناس أجمعين اني قد سامحت وعفوت عن كل من اخطأ على قولا وفعلا وباي طريقة أخرى اني قد غفرت له وسامحته لوجهك الكريم في الدنيا والاخره.
اللهم ان لك علينا حقوقا كثيرة فيما بيننا وبينك وحقوقا كثيرة فيما بيننا وبين خلقك اللهم ما كان لك منها فاغفره لنا وما كان لخلقك فتحمله عنا يارب العالمين.
عبدالله بن مالك مسعودي
مقالات سابقة للكاتب