قرية الراضم أحد قرى ستارة و تقع على بعد 25 كلم من المنطقة الحيوية بمركز ستارة ، غير أنها لم تحظ بأي اهتمام من قبل بلدية خليص وكأنها غير تابعة لها وليست ضمن دائرة مسؤولياتها ، فما حدث فيها لا يقبله منطق ولا يمكن أن يحدث دون مسؤولية جهة ما عنه.
تدور قصة قرية الراضم ومعاناة سكانها مع الجهات المعنية في مطلب بسيط لا يستحق كل هذا العناء الذي دام 4 أعوام ولم يتحقق حتى الآن .. إنه ياسادة مجرد شق طريق طوله 3 كلم لكي يربط الراضم بالطريق العام ، ورغم قصر المسافة وسهولة الطلب إلا أن بلدية خليص عجرت عن تنفيذه في 4 أعوام !
و لكن هذا الطلب يعني الكثير لأهل الراضم؛ كون المنطقة جبلية و يصعب السير فيها من خلال السيارات ولاسيما السيارات الصغيرة، بل أن عبوره وقت نزول الأمطار يعتبر شبه مستحيل.
تبدأ قصة هذا الطريق منذ وقت طويل حيث طالب الأهالي بتعبيد الطريق وسفلتته ، وبعد جهد جهيد قامت بلدية خليص بترسية المشروع على أحد المقاولين قبل ٤ سنوات ، وكالعادة قام المقاول الرئيسي بتسليم المشروع لمقاول من الباطن لتنفيذ أعمال التسوية والردم وبعد الانتهاء منها بقيت عملية السفلتة لكن المقاول الرئيسي انسحب من المشروع.
ومن هنا بدأت رحلة المطاردات والمراجعات من المواطنين للبلدية بغية إكمال الطريق لكن من دون جدوى إلى يومنا هذا.
يقول الشيخ مطلق الثابت (أحد سكان الراضم) : “حينما توقف المشروع قمنا بمراجعة بلدية خليص وتم إفادتنا بأن الموضوع جاري العمل عليه وسوف يقوم المقاول بإتمام المشروع حسب العقد ولكن انتهت السنة الأولى ولم تتم السفلتة“ .
وهنا يشارك في الحديث الأستاذ محمد الثابت الذي يقول : “ذهبنا إلى سعادة محافظ خليص وعرضنا عليه المشكلة ، فقام برفع شكوانا لبلدية خليص التي أفادت بأن مشاريع مركز ستارة جميعها بما فيها مشروع طريق قرية الراضم تم تسليمها لمقاول جديد وهو قائم بالعمل عليها، و مضت سنة أخرى والوضع كما هو “.
عقب ذلك قام رئيس المجلس البلدي الأستاذ رجاء الله السلمي بزيارة لنا ، وطمأننا على أن مشروعنا قيد التنفيذ والعمل جاري لاتمامه ، و هو نفس ما تحدث به رئيس المشاريع ببلدية خليص المهندس علي الزهراني ، ومضى العام الثالث ولم يتم العمل ولم ينجز المشروع.
يقول الأستاذ معلي الذي شارك في الحوار : تفاجأنا بانسحاب المقاولين من جميع مشاريع ستارة بما فيها طريق الراضم ، فقام مجموعة من الأهالي بزيارة بلدية خليص للاستفسار عن سبب تعطل المشروع فكان الرد صادماً للجميع : “لقد نفدت كمية الأسفلت التي بحوزتنا وسوف ندرج مشروعكم للسنة القادمة أي السنة الرابعة في عمر المشروع“ ، وهو نفس الجواب الذي رد به كذلك رئيس المجلس البلدي عندها ذهب عدد من المواطنين للمحافظ ورفعوا له الأمر مرة أخرى، وشرحوا له معاناتهم الكبيرة من مشروع صغير لايكاد يذكر .
و إلى يومنا هذا يبقى الوضع كما هو عليه لا جديد ، معاملة تتعطل ومشروع يتوقف ومواطنون يتكبدون المشاق في الوصول إلى مساكنهم وأعمالهم خارج القرية ، ويتكبد الطلاب والطالبات معاناة السير في هذا الطريق الوعر صباحاً ومساءً كل يوم أثناء ذهابهم و عودتهم من المدارس.
بل يذكر بعض الأهالي أنه خلال عيد الفطر المبارك هذا العام عجز عدد من السكان عن عبور الطريق بسياراتهم بسبب كثرة الحفر و وعورة الطريق مما أضطرهم لإيقاف السيارات وقطع المسافة مشياً علي الأقدام حاملين متاعهم وأغراضهم على رؤوسهم أو انتظار سيارات ذات دفع رباعي لتوصلهم إلى منازلهم.
ونحن من خلال صحيفة غران الإلكترونية نطرح بكل أمانة معاناة أهالي قرية الراضم أمام المسؤولين ببلدية خليص و مجلسها البلدي ، ونتساءل هل يعقل أن تنعدم الحلول أمام مشكلة بسيطة تتمثل في سفلتة مسافة تقدر بـ 3 كلم لطريق ينهي معاناة أهل قرية كاملة ؟! .. هل يحتاج الأمر لكل هذا التعب والجري من المواطنين على مكاتبكم ؟! .. إذا لم يُعطى هذا الأمر أولوية فلمن تكون ؟؟!!
إن أهالي الراضم ينتظرون مبادرة عاجلة لحل مشكلتهم وإنهاء معاناتهم فقد ملوا من الانتظار وشبعوا من الوعود.. فهل أنتم فاعلون ؟!
