إدارة الوقت

تمضي الأوقات سِراعاً ، و تتوالى الأيام تِباعاً ، تمرُّ  مرًّ  السحاب، و تجري جريَ الرياح ، كلُّ لحظة تمرُّ ، ليس بالإمكان استعادتها ، و كلُّ  ساعة تنقضي ، لا يمكن تعويضها.

تؤرِّق الكثيرون منا مشكلة الوقت المفقود إن وجد؛ فثَمَّةَ خرافة منتشرة بين السواد الأعظم في المجتمع ( ليس لدي وقت )؛ و الداعي لانتشار هذه المقولة ببساطة أن هذه الشريحة المجتمعية لا تجيدُ فن التعامل مع الوقت ، الذي يعني في المقام الأول [ إدارة الذات ].

[ إدارة الوقت ] تحتاج ثلاثة عوامل رئيسة، هي: التخطيط ، و التنفيذ، و المتابعة؛ ليكون النجاحُ حليفَك، و الإنجاز سرُّ  سعادتك.

إن قدرتك على التخطيط بشكل جيد هو مقياس المنافسة ، و القضاء على المماطلة ، دوِّن أهدافك ، و مشاريعك ، و مهامك ، حسب الأولوية و الأكثر أهمية؛ لتكون أكثر إنتاجية بأقلِّ  جهد، و أسرع وقت.

ابدأ بإعداد قائمة تتضمن المهام اليومية ، و جدولها الزمني؛ آخذاً بعين الاعتبار أن تكون خطتُك مرنة ، قابلة للتعديل والتفويض.

لا شك أنَّ  المهام في حياتنا اليومية تأخذ طابع الأولوية ، و لكنها حسب الأهمية ، تصنَّف إلى أربع :
1- مهام هامة و عاجلة، لا يمكن تفويضها.
2- مهام هامة و غير عاجلة، يمكن تفويض أجزاء منها.
3- مهام غير هامة و لكنها عاجلة، و من الأفضل تفويضها.
4- مهام غير هامة و غير عاجلة، و هذه يجب تفويضها.

إن التخطيط بلا تنفيذ ضربٌ  من الآمالِ  الخاملة، و مضيعةٌ  للوقت بلا فائدة ، ومن هنا تكمن أهمية مرحلة التنفيذ للخطة التي أعددتها، كونها المحك الرئيس للانتقال من العشوائية إلى التنظيمية؛ لذا نبدأ بالمهام الصعبة ، و نتخلص من كل ما ليس له ضرورة ، على أن تؤجَّل الأعمال الروتينية إلى وقت أقل نشاطاً.

إن التنفيذ بلا متابعة لا جدوى منه، و لا طائل من ورائه ، لذا لا بد أن تكون المتابعة مصاحبة للتنفيذ ، ذات تغذية راجعة فورية لنا؛ لمعالجة القصور في كل مرحلة.

الوقت هو حياتك و دنياك، حاضرك و مستقبلك، تضييعه يعني أن تَضِيْع حياتك، و تتبدَّد أحلامك .. عِش كلَّ لحظة بالإيمان ، و التطبُّع بأخلاق خير الأنام ، عِش بالكفاح ، عِش بالأمل ، عِش بالصبر ، قدِّر قيمة وقتك ، و تعامل باحترافية مع ذاتك.

 

ظافر تاجر المرامحي

مقالات سابقة للكاتب

15 تعليق على “إدارة الوقت

عبدالرحمن محمد القرني

بسم الله الرحمن الرحيم
مقال جميل جدا يبين لنا ماذا نحتاج لكي تصبح حياتنا لها طعم ونتميز في كل شيء
شكرا لك استاذنا الفاضل وكثر الله من امثالك

ABDULMONAM AL MARAMHI

مقال رائع سلمت أناملك أبا هاشم

أحمد الرباعي

مقال رائع جداً
اتفق معك أستاذي الكريم فيما ذهبت إليه في أن إدارة الوقت تعني إدارة الذات ، فكم من مصالح دينية ودنيوية ضاعت على من لم يستطع إدارة وقته وتساهل في مسألة تنظيمه وترتيب أولوياته، ونحن مع امتداد هذه الإجازة الصيفية لوقت طويل بحاجة ماسة اتنظيم وإدارة أوقاتنا وتدريب أبنائنا وحثهم على ذلك فلا نتركها تذهب وتضيع سدى دون الإفادة منها بما فيه قوام حياتنا.
أشكرك على ماخطت يمينك والله بعطيك العافية

د سعود الخديدي

لعل مشكلتنا الكبيرة يا ابا هاشم تكمن في إدارة ذاتنا والوقت عنصرا مهما ومحورا هاما ومؤثرا على ماذكرت …المقال رائع كروعتك يا ابا هاشم وأنت ملك الكلمة والحرف في مكتب التعليم بالنسيم – بجده وليس بمستغرب عليك هذا الإبداع .
المقال يقدم وصفة سريعة وجميلة في الية إدارة الوقت
………..
ليتنا ثم ليتنا ندير اوقاتنا بشكل ولو بالحد الأدنى لما ذكرت وحددت…..وللحديث معك بقية في هذا الشأن .

عيد سمران المرامحي

جمل قصيرة موجزة لكنها صوب الهدف، إنتقاء للألفاظ مبدع يجبرك على متابعة القراءة للمقال، نقاط محددة تقف عندها وتبدأ منهاانطلاقك جديدة، لا فض فوك أبا هاشم، جعلت من القارئ ينتظرك في القادم،
حبذا لو تم الاستشهاد بشيء من السيرة النبوية كحديث للمصطفى صلى الله عليه وسلم، أو موقف نبوي وما أكثرها تلك التي تدل على أهمية الوقت،
لقد أصبت في مقتل عندما ذكرت أن إدارة الوقت، تعني إدارة الذات، لأن بعض البشر ينقسم إلى قسمين: بعضهم يردد ( ليس لدي وقت ) والبعض الآخر يردد ( فاضي وماعندي شغل )، وكلاهما يفتقد للإدارة الذاتية في إدارة الوقت .
سلم قلمك وفكرك أبا هاشم

مفلح الصاطي

لا غرابة أن يخط قلمك أستاذ ظافر هذا المقال الجميل والذي بتحدث عن الوقت وأهميته والطريقة المثلى لاغتنام لحظاته والاستفادة من دقائقه

الوقت الذي هو حقل الشعوب التي ترنو إلى الإنجاز وتطمح للتفوق والذهاب بعيدا بمنجزاتها ، كل التجارب الدولية المميزة كان لأمر إدارة الوقت

الحظ الأعلى لدى التخطيط

شكرا أبا هاشم وسلمت أناملك على ما خطت من شذرات فكرك

المنتصر بالله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ : “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” أخرجه البخاري من حديث ابن عبَّاس ـ رضي الله عنهما
ولكن للأسف كثير منا لا يولون هذه النعمتين اهتمام فكثير ما نسمع ( هيا نضيع الوقت ) والغالب يكون في شي فارغ متناسين تمام ان هذا الوقت هو العمر وهو أغلى ما نملك فهل نضيع أعمارنا ؟ من يشكو من وقت الفراغ فللأسف هو إنسان فارغ
مقال جميل نفع الله بك وبعلمك

اشرف المرامحي

مقال رائع أبو هاشم تسلم اناملك

محمد الغامدي

موفق أبا هاشم ومسدد ،موضوع جميل ومهم في الوقت ذاته ،نفع الله بك .

أبوياسر

دائما مبدع يا أباهاشم في كل شيء صاحب فكر تميز نظرة ثاقبة اختيار مميز عنوان المقال فالوقت هو المشكلة التى تواجهنا خاصة الشباب المقال شامل ومميز ومفصل ومنجز تربت يداك أيها الكاتب المبدع والمميز دائما

أسامة كروش

جزاك الله خيرا أ / ظافر
مقال رائع

فيصل ابراهيم

مقال مميز …. إبداعا في الطرح …. ونفع الله بك.

في كل ما تقدمه لنا هنا جميعا.

محمد الرايقي

كلنا نعاني من إدارة الوقت
وقد نجعله في الغالب حجة علينا وليس لنا
نشكرك كاتبنا على مقالك المفيد الذي شرحت فيه
طريقة الانتفاع والاستفادة من وقتنا الضائع
لك خالص الود

عبدالرحيم الصبحي ـ أبو أوس

يقول الشافعي رحمه الله تعالى : في شأن سورة العصر [ لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم ]. وهي السورة التي جاء فيها القسم بالعصر أي الدهر وخسارة الإنسان له عمرا وعملا إن لم يعمل على التواصي بالعمل الصالح ويقوم عليه لا شك في أهمية الوقت وهو محل الإجماع ولكن تظل لحاجة في كيفية إدارته مهمة جدا بل لعلها دعوة للجان العاملة في المحافظة بتبني دورات إدارة الوقت للعاملين أحسنت أخي ظافر كتابة للمقال وجعل ظافر بالحق في كل كتاباتك شكرا لك

عبدالله راشد الزهراني

أشكرك أستاذ ظافر على طرح هذا الموضوع الهام ، فطريقة إدارتك للوقت هي الفيصل بين النجاح والفشل .
طرح مميز وتشخيص لواقع كثير منّا سواء أفراد أو جماعات وكذلك مؤسسات وهيئات .
ارجو أن يحقق الهدف المنشود منه .

للاستزادة في هذا المجال انصح بقراءة كتب المبدع ” ديل كارنيجي “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *