وقفة محاسبة !

فُجع أهالي خليص بجريمة بشعة أقدم عليها شاب قام بقتل والدته المسنة و طعنها عدة طعنات فارقت على أثرها الحياة .

علامَ نستيقظ ؟ أَعَلى مثل هذا الخبر الفاجعة بكل المقاييس ؟ أهذا منا قريب ؟؟ هل هو في بلادنا ؟؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله .. نعم إنه في منطقتنا وقريب منا !!

رحم الله تلك الأم التي فارقت الحياة بطعنات خرجت من فلذة كبدها لتردي بها بعد أن أطلقت طلقات الولادة أطلقت على يديه صرخات الفراق.

لا نعلم كثيراً عن الواقع ولا ندري تحديداً عن الظروف والملابسات … يقال مريض نفسي ويقال ويقال والله أعلم بواقع الحال .

لكن لابد هنا من وقفه بل وقفات … ارحموا المرضى النفسيين وارحموا من رمت به ظروف الحياه إلى التسكع بعد إدمان أو جنون أو عته .. لا تجعلوهم فريسة في الشوارع أو منبوذين داخل بيوتهم ، ارعوهم وارعوا الله فيهم ..

ماذا ننتظر من مريض يرى نظرة الناس ويسمع تهكماتهم وقد يطرد من هنا وهناك .. لماذا نهملهم بلا رعاية بلا دواء بلا أمن نفسي ؟

ماذا ننتظر منهم ؟! .. هم لا يعون ما يفعلون لكن نحن نعي بواجبنا ، لابد من الاهتمام وعدم تركهم أو ترك الأشياء الخطرة بين أيديهم ، لابد من اتخاذ الإجراء اللازم وعلى كل أسُرَّة ابتليت بمثل هؤلاء مسؤولية عظيمة من حفظه وعلاجه وعدم تركه حراً طليقاً ، ولابد من سياسة الرفق والرحمة وعدم مضاعفة مابه من سوء .. اعتنوا بهم وانتبهوا تماماً لهم .

نراهم يتسكعون في الشوارع لا أحد يسأل عنهم إلا من رحم الله ، يرمي لهم هذا وذاك القليل من الطعام أو الماء ويتركهم .. أهذا فقط واجبنا نحوهم .. ما هذا ؟؟ ، قد يدخلون المنازل بلا وعي وتحدث الكوارث والفواجع بلا شعور .

في منطقتنا نشاهدهم و ليس هناك من يهتم بهم ، كم من واحد مات ميتة سوء وغبن فيها أهله أو ارتكب ما لا يحمد عقباه .

اتقوا الله فيهم .. فما ابتلاهم الله بهذا وعافانا إلا لحكمة فلنكن ممن يرعى الله فيهم ، فهي مسؤولية أهل ومجتمع.

مجتمعنا بأكمله لابد من علاجه من الداخل ، لابد من معرفة حق كل ذي حق ، و لابد من تشديد الاهتمام بهم ، وعلى كل شخص يرى مثل هؤلاء أن يسعى إلى أقاربهم ناصحاً باحثاً عن حل وإلا فأجهزة الدولة الموكلة بأمثالهم أفضل مكان لهم .

ما الفرق بين الإنسان والحيوان إلا عقل يحميه ، ولا يقتل أمه إلا من سلب نعمة العقل ولا يقدم على جريمة بشعة إلا من فيه خلل أو في نفسه خطل .

نسأل الله السلامة والعافية ..

حجازية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *