تحذيرات طبية تشدد بعدم امتلاك القطط في المنازل

بينما تنتشر في شوارع العاصمة الرياض وبعض مناطق السعودية متاجر بيع القطط والحيوانات بصفة لافتة، إذ يلجأ البعض إلى شرائها من أجل تربيتها في المنزل، والاعتناء بها، غير مكترث لخطورة الأمر تبرز تحذيرات طبية تشير إلى أهمية عدم إهمال رعاية تلك الحيوانات الصحية، إذ إن إهمالها قد يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان والمجتمع كافة، وتشدد تلك التحذيرات على أن تربية الحيوانات في المنزل تتطلب إجراءات وقائية صارمة لضمان سلامة الأسرة نتيجة التفاعل مع الحيوان نفسه.

من جهتها، توضح الدكتورة إنعام عبدالقادر الطبيبة البيطرية بأن إهمال العناية الصحية للحيوانات الأليفة، كالقطط، ينقل العديد من الأمراض إلى الإنسان مثل أمراض العدوى الجلدية الناتجة عن الفطريات مثل “Ringworm”وهو نوع من الأمراض التي تسببها الفطريات التي تنتقل بسهولة من الحيوانات إلى البشر.

وأضافت أن هذه الفطريات قد تؤدي إلى تساقط الشعر وظهور بقع متهيجة على الجلد، ما قد يتطلب علاجًا طويل الأمد يشمل استخدام كريمات مضادة للفطريات وأدوية فموية، وتشير في سياق حديثها لـ”العربية.نت” إلى أن “الوقاية من هذه الفطريات تبدأ بالنظافة الشخصية للحيوان وأماكن تواجده في المنزل، مشددة على أهمية التزام المربين بمواعيد التطعيمات الدورية وإجراء فحوصات صحية منتظمة للحيوانات لضمان سلامة مربيها.

وبينت الدكتورة إنعام أن التعامل المباشر مع الفراء المصاب دون اتباع التدابير الوقائية يعزز من خطر انتقال العدوى ما يضع الأفراد المعرضين لخطر الفطريات في مواجهة مشكلات صحية خطيرة، مثل الحساسية المرتبطة بصفة مباشرة بتربية القطط، وتتسبب بها البروتينات التي تفرزها القطط، مثل بروتين (Fel d 1) يعد هذا البروتين من المسببات الرئيسية لحساسية القطط، حيث يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض مثل العطاس المستمر، الحكة في الجلد، واحمرار العيون. في بعض الحالات، قد تتفاقم الأعراض لتصل إلى صعوبة في التنفس أو نوبات ربو حادة، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حساسية مزمنة.

إلى ذلك، يؤكد الدكتور فادي نصر أخصائي التجميل على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية لتقليل خطر التعرض للحساسية وينصح باستخدام أجهزة تنقية الهواء بانتظام في المنزل، خاصة في الأماكن التي تتواجد فيها القطط بشكل متكرر، بالإضافة إلى منع دخول القطط إلى غرف النوم أو المناطق الحساسة للأفراد الذين يعانون من الحساسية ويوصي كذلك بتنظيف الفراء بانتظام واستخدام منتجات خاصة لتقليل تساقط الشعر وكمية البروتينات المثيرة للحساسية في الهواء.

وفي سياق متصل، يقول الدكتور فادي نصر: “أحد أصدقائي واجه عدوى فطرية في فروة رأسه بسبب تربيته للقطط، ورغم التحديات الصحية لم يتخلَّ عن قطته بل اتبع خطة علاجية شاملة تضمنت نظافة القط وعلاجه، ما أدى إلى التعافي”، مشيراً إلى أن القطط تعد مصدرًا آخر لبعض الأمراض المعدية التي قد تنتقل إلى الإنسان مثل داء المقوسات (Toxoplasmosis)وهو مرض طفيلي يمكن أن ينتقل إلى الإنسان عبر ملامسة براز القطط المصابة، رغم أن الأشخاص الأصحاء قد لا يظهرون أعراضًا خطيرة جراء هذا المرض إلا أن الإصابة به قد تكون خطيرة جدًا للنساء الحوامل أو للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.

من جهتها، تؤكد الدكتورة إنعام عبدالقادر على أهمية تنظيف صناديق فضلات القطط بانتظام وارتداء القفازات عند القيام بذلك، بالإضافة إلى غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع القطط أو فضلاتها، إذ إنه من الضروري أيضًا عدم السماح للقطط بالتجول خارج المنزل لتجنب إصابتها بالطفيليات أو الأمراض المعدية الأخرى التي قد تنتقل إلى الإنسان.

ورغم سيل التحذيرات الصحية التي تشدد بضرورة عدم تربية هذه الحيوانات نتيجة لعواقبها على صحة الإنسان والفرد، تؤكد هدى العتيبي، مالكة أول متجر مرخص للقطط في الرياض بأن تربية القطط تساعد في تخفيف التوتر والقلق لدى الأفراد، مبينة أن وجود القطط في المنزل يحسن الحالة المزاجية ويضفي جوًا من السعادة والراحة النفسية، حسب حديثها.

وأضافت بأن تربية القطط لا تخلو من التحديات إذ قد يشعر بعض المربين بالقلق عند ظهور مشكلات صحية تتعلق بالحساسية أو الأمراض الجلدية، غير أن العتيبي تشدد على أن الالتزام بالتطعيمات الدورية والاهتمام بنظافة القطط يقلل من هذه التحديات ويضمن تجربة إيجابية وآمنة.

وبالرغم مما أكدته العتيبي فإنه قد لا يخلو منزل في الوقت الحاضر من وجود القطط أو الحيوانات الأليفة، غير أن ما يعتقده البعض بأن هذه الحيوانات لا خطر من وجودها إلا أن العدوى التي تشكلها هذه الحيوانات عواقبها خطيرة ومهددة لسلامة حياة الناس، وبخاصة للرضع والأطفال الصغار والنساء الحوامل وكبار السن، والأشخاص الذين لا يتمتعون بنظام مناعي قوي.

وتؤكد دراسة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان الأمريكية في فترة الحجر المنزلي أثناء جائحة كورونا، أكدت أن مربي الحيوانات الأليفة الذين يعتقدون أنها تشعرهم بالسعادة هم في الواقع لا يقومون سوى بترديد ما يحبون سماعه، إذ لم يجد الخبراء أيّ رابط بين امتلاك قط أو كلب، وبين مفهوم السعادة والرفاهية، حسب الدارسة.

ويروي ويليام تشوبيك، المؤلف المشارك في الدراسة والأستاذ المشارك في قسم علم النفس بجامعة ولاية ميشيغان، أن الناس يعتقدون أن الحيوانات الأليفة تجعلهم سعداء، لكن نتائج الدراسة تشير إلى خلاف ذلك.

وقارنت الدراسة مستويات سعادة أصحاب الحيوانات الأليفة مع مستويات السعادة لدى من لا يربي الحيوانات الأليفة على مدى فترة من الزمن، ولم تظهر النتائج أيّ اختلاف كبير في الرفاهية العامة للمجموعتين حسب ما يؤكده موقع جامعة ميشيغان الذي نشر نتائج الدراسة.

ولم يؤثر نوع وعدد الحيوانات الأليفة المملوكة، وكذلك مدى قرب العلاقة بينها وبين أصحابها في النتائج. ومن الأسباب أن ملاك الحيوانات الأليفة ربما لديهم أسباب أخرى للبهجة، لكن يربطون ذلك بالحيوانات، وفيما يقتني كثير من الناس حيوانات أليفة، مثل القطط والكلاب في منازلهم، إلا أن هذا السلوك ينذر بكثير من المخاطر الصحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *