الأب ذلك الرجل العظيم الذي وهب نفسه ونذر حياته ليقوم بتربية أبنائه كما يجب وكما يحب أن يكونوا عليه من المكانة العالية والمنزلة الرفيعة.
أيها الأولاد إن الوالد أوسط أبواب الجنة فادخل بواسطته إلى رضى ربك وإلى التوفيق والفلاح.
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
“الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنْ شِئتَ فأضِعْ ذلك البابَ أو احفَظْه”
الراوي : أبو الدرداء
وهذا ليس لتختار فليس لك الحرية في ذلك بل أنت مأمور بالقيام ببره وطاعته رغما عنك إلا إن دعاك إلى الشرك ورغم ذلك فأنت مأمور بمعاشرته ومصاحبته وطاعته والتلطف معه والتأدب أمامه وعدم رفع الصوت عليه.
بعض الأبناء ممن اشتد عوده يرى والده رجعي الفكر وربما علا صوته واحتد على أبيه بعد أن رعاه صغيرا وأطعمه وكساه وحاطه بحبه ومن الأخطار حماه وربما خرج يجري به ليلا ليعالجه من حمى أو أي مرض وقد كان طفلا لا يقوى ولا يقدر على شيء من أمره.
فلا يكن رد جميلك له بعصيانه ، ووصل الحال ببعضهم أن يشتم والده ويعيبه ، ليت أولئك يدركون أن البر دين واجب السداد بالحكم الإلهي من سبع سماوات ووعد النبي عليه السلام.
قال عليه الصلاة والسلام
“كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ وعقوقَ الوالدَينِ ، أو قطيعةَ الرَّحمِ ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ”
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد
أيها الأولاد إحذروا العقوق والإساءة لمن ربى وتعب ولم يشتكي إليك يوم من الأيام وسعى بعمره وصحته ليسعدك ويجعلك أفضل منه.
بعض الآباء يضعف أبنائه حبا وحنانا ، فلماذا يقسو بعض الأبناء على آباءهم لفظا وعملا.
إن بقاء الأب من أعظم النعم فصنه وأكرمه وإن أردت أن تعرف قدر الأب عند الناس فاسأل اليتيم الذي حرم هذه النعمة.
وإن أردت أن تعرف قيمتك عند أبيك فاسأل من مات له ولد كيف حال حياته بعد وفاة فلذة كبده.
عمران إبراهيم بكر فلاته
مقالات سابقة للكاتب