🖋️ ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار .
فالاستشارة استفادة من عقول وتجارب من هم أكبر وأكثر خبرة منك ، وفيها ينضم عقلك إلى عقل غيرك .
فالعجب ممن يزهد فيها من الشباب وغيرهم .
فتجدهم يقدمون على الأمور الصعبة والقرارات المصيرية ولا يرجعون أو يهتمون بمشورة ولا بحث ولا استخارة .
قال الشيخ سعيد بن وهف القحطاني – رحمه الله – في كتابه “فقه الدعوة من صحيح البخاري” (٨٢٠/٢) : “إن الشورى من أهم الأمور التي ينبغي أن يعتني بها الداعية إلى الله تعالى، لما فيها من اجتماع الكلمة، وسداد الرأي، والاستفادة من الخبرات والتجارب، وقد ظهرت الشورى في هذا الحديث؛ لقول جابر رضي الله عنه: «إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاؤُوا إلى النبي ﷺ فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: «أنا نازل» فأخذ النبي ﷺ المعول، فضرب فعاد كثيبا أهيل»،
فقد استفاد الصحابة بهذه الشورى مع النبي ﷺ فأزيلت الكدية بعمل النبي ﷺ. وفي هذا الحديث أيضا أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه شاور زوجته في شأن إطعام الرسول ﷺ فقال: «رأيت بالنبي ﷺ شيئا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء؟ قالت: عندي شعير وعناق». وهذا يؤكد أهمية الشورى وخاصة مع العلماء والدعاة، والأخيار الصالحين “.
إن زهد المرء في عقول إخوانه وشيوخه والكبار من حوله هو دليل على نقص في عقله وإعجابه برأيه وليس كمالا في العقل .
كيف تكون العقول والأفكار من حولك في متناول يدك يمكنك الاستفادة منها ثم ترفض استعراضها وإثارتها لأمر يهمك.؟!!
ولذلك تجد أنك دائما تصطدم بمن يتخذ قرارا غريبا مخالفا للمصالح الشرعية والدنيوية ، فإذا تحققت أمره وفتشت عن خبره وجدته لم يستشر ذا عقل وتجربة ، أو وجدت أنه ممن يرفض نصيحة من حوله ولا يحب الناصحين .
اللهم لا تحرمنا استشارة إخواننا وكبارنا والرجوع إليهم ووفقنا لكل خير .
✍️ ابو حمد/ عثمان بن علي الأنصاري
مقالات سابقة للكاتب