وتسعى “توبيان” التي تعمل على تطوير النظم الغذائية المستقبلية، إلى تعزيز الإنتاج الزراعي المحلي المستدام عبر حلول مبتكرة وتقنيات متقدمة من خلال هذا المشروع المقاوم للتغيرات المناخية، ويقع المشروع الجديد في “خليج الابتكار”، الموقع المخصص للحلول والابتكارات الجديدة في “أوكساچون”، وتمتد مرافقه المتطورة على مساحة أربعة هكتارات.
ويمثل هذا المشروع تجربة استثنائية كونه يوفر حلولًا زراعية مبتكرة في مدينة متخصصة في الصناعات والتقنية، وهو ما يتماشى مع رؤية نيوم للاستدامة والابتكار، وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه العالم والمدن الصناعية التقليدية.
ويجسد المشروع رؤية “توبيان” لتقديم مفاهيم جديدة في إنتاج الغذاء واعتماد أنظمة غذائية مبتكرة ومستدامة؛ تهدف إلى تعزيز الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل، إلى جانب تقليل استهلاك الموارد الطبيعية، مثل: المياه، والطاقة، إلى أدنى حد ممكن.
وقال الرئيس التنفيذي لتوبيان الدكتور خوان كارلوس موتمايور: إن البيوت الزراعية المحمية والمتقدمة تتيح لنا التحكم تقنيًا بالظروف المناخية الملائمة لنمو النباتات بطريقة صديقة للبيئة، وإنتاج ما يقرب من 4000 طن من الفاكهة والخضراوات، كما ستمكننا هذه التجربة من تطوير نماذج تنبئية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتشغيل البيوت المحمية بكفاءة أكبر في مواقع أخرى من المنطقة.
وعد الدكتور موتمايور المشروع خطوة إيجابية نحو تعزيز الأمن الغذائي على المستوى المحلي، وإحداث تحول حقيقي في أنظمة الزراعة لتكون أكثر استدامة في المملكة، وأيضًا في المناطق الجافة المتأثرة بالتغير المناخي.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لأوكساچون، فيشال وانشو، أن هذه المشاريع النموذجية تسعى إلى إنتاج محاصيل محليّة بشكل مستدام وعلى نطاق واسع لتلبية احتياجات سكان نيوم وشركائها من قطاع الضيافة، مما يوفر سلسلة إمداد محلية متكاملة وفق مبدأ (من المزرعة إلى المائدة)، وبالشراكة مع “توبيان”، مؤكدًا مواصلة دفع حدود الابتكار باستخدام التقنيات النظيفة لإعادة تشكيل مستقبل الصناعة نحو الأفضل.
وتركز المرحلة الأولى من المشروع على ضبط العوامل المناخية داخل البيوت المحمية، وتقييم مدى التوافق بين المحاصيل المختلفة والأنظمة الزراعية المطبقة، مع اختبار أساليب متعددة وتقنيات الأتمتة المناسبة، ويشمل ذلك متابعة وتحسين كفاءة التبريد باستمرار.
وسيعمل الخبراء والفنيّون من “توبيان” على تحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة والمياه من خلال اعتماد تقنيات متطورة للتحكم في التبريد ومستوى التعرض لأشعة الشمس، والاستفادة من الشبكة الرئيسية للطاقة الشمسية في نيوم مستقبلًا.
وستسهم تجارب المشروع الأولية لإنتاج الفواكه والخضراوات في تحديد المحاصيل التي تتلاءم مع الظروف المناخية المحلية وتنمو بشكل أفضل، بالإضافة إلى تحليل المذاق واللون والشكل لضمان الجودة العالية للمستهلك، ويوفر المشروع منتجات محلية طازجة وأكثر استدامة على مدار العام.
يذكر أنه جرى تصميم وتنفيذ هذا المشروع الحيوي عبر شراكة دولية مع شركة “فان دير هوفين” (Van der Hoeven) الهولندية، الرائدة في الحلول والتقنيات الزراعية.