( ما أعرف ، ما أقدر – مستحيل – جربت وفشلت – إمكانياتي لا تؤهلني – غير ممكن ) …
هذه العبارات ، التي تَعْلَق ، في أذهان بعض الناس وخاصة الشباب ؛ فيصابوا بالانهزامية ، يرى مراكب الناجحين ، تخوض غمار البحار ، وتتجاوز أمواج العقبات ، لتصل إلى النهايات ، محققة ، أعلى مراتب النجاح ؛ وتمر عليه الأيام والليالي ، وهو يحوم في دائرة العوائق ، حيران ، ما يدري ما يصنع ؛ يؤنّبُه ضميره ، وتلوح له أحلام الأمنيات ؛ لكن هيهات ،هيهات ، من تحقيق شيئ من تلك الأحلام ، مادام سدّ العوائق لم يْكسر ، ونفض الغبار عن الكسل لم ينفض ، وتحريك الهمّة لم يبلغ مداه .
لابد أن تعلم ، يا من كَبّلته العوائق ،أن طلب العلى ، وتحقيق العلو والرفعة، لايمكن أن يكون بالتمني ، ولا بالترجي .
إنما يكون بالهمّة العالية ، والإصرار المستمر، والعزيمة القوية ، لتحقيق الهدف ، والأخذ في الاعتبار ، أن كل عائق يقف أمام الطموح ، يمكن ؛ تجاوزه ، وكل تحدي أمام الوصول لنهاية الطريق ، يمكن تخطيه ، ولتأخذ في اعتبارك ، أن بلوغ المراد يحتاج أن تحققه ١٠٠٪١٠٠.
منها ١٠٪ خطة وإمكانيات ، و ٩٠ ٪ إصرار وعزيمة وعرق جبين ، فإذا علقت هذه النسبة في ذهنك ، واستشعرت ، أنك قادر على تطبيقها ، فإنها أول مؤشرات النجاح .
وما يبقى من وسائل وآليات ، كُلّها يمكن التعامل معها ، حسب قربها من الهدف أو بعدها ، فالرجل الطموح ، الذي يرى كل عائق أمام تحقيق هدفه صغيراً ، ويمكن تخطيه بسلام ؛ هو الرجل الذي ، نظر لقدراته ، وامكاناته ، بأنها هي الأقوى في مواجة رياح الكسل ، وإعصار التسويف ، وضعف الهمّة .
لذا تجده ، منافساً للعقول الناجحة ، والنفوس العالية الطموحة ، مسابقاً لهم على الوصول لنقطة النهاية ، مستشعراً ، الثناء بالفوز من الآخرين ، بعد ذلك الجهد والتعب ، الذي حققه قد هان أمام لذة النجاح ،وتحقيق الأحلام .
ولتعلم أيها الشاب ، الذي يطلب العلى أنه يمكن لمتردد ، خائف ، قلق ، أن يعانق نهايات الطريق .
في المقابل ، أغلب الذين بلغوا أهدافهم ، وحققوا أحلامهم ، هم الذين بدؤوا والصورة الذهنية لنهاية الطريق أمامهم ، سائرون إلى الأمام ، لا رجوع ولا التفات إلى الخلف .
د.صلاح محمد الشيخ
مقالات سابقة للكاتب