سفية نوح عليه السلام ؛ التي صنعها بأمر من ربه ، ولم يكن ثمّة بحر ولا نهر ، وكلما مرّ عليه ملأٌ من قومه ؛ سخروا منه ، أي سفينة تصنع يانوح ! أين الماء والبحر الذي يحملها ، ماعرفوا قيمة الوحي الذي ينزل على نوح عليه السلام ؛ من رب السموات والأرض ، ما قدروا الله حق قدره ، ما استشعروا عظمة الله تعالى في آياته ومخلوقاته ، يدعوهم نوح عليه السلام ، لتوحيد الله تعالى وعبادته وطاعته ، ويمكث يكرر الدعوة بالبشارة لمن أطاع ، والنذارة لمن عصى ، ألف سنة إلا خمسين عاماً ، يا رحمان الطف ، ماهذا الصبر والتحمل ، ماهذه الأخلاق العالية ، ( إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً ، فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ) ماهذا العطف والرحمة والخوف على قومه وأقاربه ، لكن مع هذا كلًه ؛ لم يرد الله لهم الهداية ، إلا قليلاً ممن آمن معه ، وبعد هذا العناد والاستكبار والتكذيب يحلً عليهم غضب الجبار سبحانه ؛ فيأمر الله بفتح أبواب السماء بماء منهمر ، وتفجير الأرض عيوناً ليلتقي الماء على أمر قد قُدر ، وفي أثناء هذا الحدث العظيم ، والخوف الشديد ؛ تأتي سفينة النجاة ، ويُؤمر نوح عليه السلام ؛ بأن يحمل فيها أهله ومن آمن معه إلا من سبق عليه القول ، وكان من ضمن الهالكين ابنه ، حيث تحركت العاطفة الأبوية ،وهو يرى الهلاك نازل بقومه ، وأمواج المياه تتلاطم ، وتعلوا على الكافرين ؛ ينادي ابنه ( يابني اركب معنا ) فلم يوفق للطاعة ، ومن حرصه على نجاته دعا ربه ورجاه ( رب إنّ ابني من أهلي ) ويأيته الرد من ربه سبحانه ( إنه ليس من أهلك ، إنه عمل غير صالح ) فكان من المغرقين ، لذا نعلم بأنه ( يوم لاينفع مال ولا بنون & إلا من أتى الله بقلب سليم ) وهكذا لكل نبي ، سفينة نجاة ، تتمثل في طاعته وتوحيد ربه ، فأين موقعك من سفينة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وهل حرصت ، على أهلك وأبنائك بأن يكونوا معك في سفينة النجاة ، بالسعي في بذل أسباب هدايتهم.
وحثهم على سلوك الطريق المستقيم ، على أن تكون أنت أول المطبقين لتعاليم دينك ، ليأخذوا عنك القدوة الحسنة ، والسلوك القويم ، متوجاً ذلك بالدعاء والتضرع لهدايتهم وصلاحهم ، وتثبيت قلوبهم على الحق حتى لقاء الله سبحانه وتعالى ،،،،،
د.صلاح محمد الشيخ
مستشار أسري وتربوي