جلس الأب والأم في حوار وعتاب والطفل يتابع التلفاز بصمت .. حوار الأم والأب فيه حدة وعتاب .. الأم تكفكف دمعها وترفع نبرتها ، لم نسافر هذا العام كل الجيران سافروا منهم من عاد ومنهم من سيبقى إلى قرب الدراسة بأسبوع أو أقل .
هذه السنة .. نحن الوحيدون الذين لم نسافر ، ماذا سيقول الأبناء لزملائهم ماذا؟؟
وأنا كل عام أعود لصديقاتي بالأخبار والهدايا ، ماذا سأقول أيضاً أكذب ؟ أم أختلق الأعذار ؟
يرد الزوج بنبرة لا تخلو من الحزن ، أنا أيضاً عشقت السفر؛ فأنت تعلمين أنها السنة العاشرة على التوالي ونحن نسافر ، فقط هذا العام لم تساعدنا الظروف كما تعلمين ، وسنعوضها العام القادم إن شاء الله ، فـ سفرنا سيكون جولة أوروبية على مدار شهرٍ كاملٍ . ستشتري مايحلو لك وتزوري كل معارض وأماكن الماركات العالمية .
سرّت الزوجة بهذا الوعد الذي تعلم صدقه .. فالزوج عند وعده.. قاطع الحديث الطفل قائلاً : “بابا ، ماما شوفوا التلفزيون رجل يبكي !! ليه يابابا الرجل يبكي ؟!”.
صمت الاثنان والتفتا نحو التلفاز .. إنه لقاء مع حاج من دولة بعيدة يبكي لأن فرصته التي انتظرها جاءت هذا العام وكان اسمه في حملة بلاده وتمكن من الحضور.. رد الأب هذا يا ولدي حاج أتى إلى مكة للحج .. إنها قريبة منا !!
الطفل صعق والده بسؤال ، “طيب يا بابا تبكي من أجل الحج مثله ؟؟” ، نظر الأب للزوجة فإذا هي مبهورة أيضاً وصامتة .
قال الاب بصوت حزين : “لا يا ابني فمكة لا تبعد عني كثيراً ..عشرات الكيلوات فقط ” ، رد الطفل : “يابابا إذن هيا للحج مثله”.
عاد إلى الزوجة بالحديث وهو لا يكاد يكمل الكلمات ، فعلاً كم سنة لنا ولم نحج ، لماذا نذهب إلى كل مكان ولا نحج .؟؟ .. هذا العام سنحج بإذن الله ..
يا للأسف لم نؤد الفريضة ماذا ننتظر ؟؟ .. أخواني أخواتي هذا تنبيه لمن قدّم أمور الدنيا وصرف فيها آلاف الريالات ولم يفكر في الحج ، إذا كنت تريد الموت يهودياً أو نصرانياً والعياذ بالله فلك ذلك .
أما سمعت بما ورد عنه ﷺ : “من ملك زاداً وراحلة تبلغه إلى بيت الله الحرام فلم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً، وذلك أن الله يقول: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا… بادروا بأداء الفريضة فلا يعلم المرء ما قد يعرض له.
حجازية