مسيرة الحج عبر القرون ..

منذ ألف وأربعمائة عام ، ومنذ أن فرض الله الحج على هذه الأمة ، حتى في تلك الأزمات التي واجهت الحجيح عبر التاريخ ، فقد حاول الأعداء أن يصنعوا حاجزاً سميكاً بينها وبين هذه الفريضة التي لها حكمة كبيرة تتمثل في اجتماع المسلمين من كل أصقاع الأرض بكل ألوانهم وفوارقهم الأجتماعية .

نعم لقد لبى النداء كل البشر حتى الذين كانوا ولم يزالوا نطف في أصلاب الرجال وأرحام النساء لم يثنهم شيء ، برغم كل الضربات التي يوجهها أعدائها .. فهاهم القرامطة والحشاشين الباطنيين من شذاذ الآفاق في القرون السالفة يهجمون على البيت العتيق ويعيثون فيه فساداً وعربدة ، ويقتلون آلاف الحجاج ويلقون بجثثهم في بئر زمزم الطاهرة.

ويقف زعيمهم المجرم الطاغية أبو طاهر القرمطي ينشد على باب الكعبة يوم الثامن من ذي الحجة سنة 317 هجرية ، “أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا .. وسيوف أتباعه الملاحدة تحصد حجاج بيت الله قتلاً ونهبًا وسفكًا .. نعم ولكن هل استطاعوا بكل جبروتهم وطغيانهم أن يعطلوا مسيرة الحجيج أبداً ..

كم كان الناس يعانون من ويلات حتى يبلغوا هذا البيت ، وكان العائد إلى دياره من رحلة الحج كأنه عائد من الموت أو كما يقال ( الذاهب مفقود والعائد مولود) فيحدث أهله وذويه عن الأهوال التي مروا بها والمخاوف ، وفي نفس الوقت يروي لهم عن العظمة والروحانية التي غمرتهم في رحاب تلك الديار الطاهرة ، فينسيهم هذا الحديث حديث الأهوال ، ويهيء الآخرون أنفسهم ويعدون العدة أن يحجوا من قابل …. 

من الذي منحهم كل هذا الأصرار ؟! .. إنه نداء الله الذي أذن به خليله منذ آلاف السنين …. إذن فليكف الشانئون لهذا البيت وهذه الشعيرة عنها أنفسهم فلن يستطيعوا وقف هذه المسيرة المباركة ، هم يتعبون أنفسهم ويستمطرون على ذواتهم سخط الله وغضبه لأن الله يدافع عن الذين آمنوا وهؤلاء ضيوفه والكريم لن يسمح لأحد أن يهين ضيوفه أبداً .

ولأن الحج قد تكفل الله بحفظه ففي طول مسيرة التاريخ يقيض الله من عباده من يقوم بخدمة ضيوفه ونحن في هذا الزمان نرى من الرخاء وأمن الححيج ما لا ينكره إلا الجاحد في ظل هذه الحكومة السعودية حفظها الله وسددها .

فاللهم تمم للحجاج حجهم على خير ، وأبعد عنهم كل من أراد السوء لهم وبهم ، فأنك القادر والولي فنعم الولي والنصير أنت … وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 

إبراهيم يحيى أبو ليلى 

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *